الإثنين، 23 محرّم 1446هـ| 2024/07/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
ولاية تركيا

التاريخ الهجري    12 من رمــضان المبارك 1436هـ رقم الإصدار: u062a.u0631/u0628.u0635/2015 / u0645.u0625 / 017
التاريخ الميلادي     الإثنين, 29 حزيران/يونيو 2015 م

نذكر بالرحمة الشيخ سعيد وإخوانه الدعاة

 

(مترجم)


مضى على استشهاد الشيخ سعيد و46 من إخوانه الدعاة بإعدامهم في يوم 25 حزيران/ يونيو 1925 تسعون عاماً. ونحن اليوم نتذكر الشيخ سعيد وإخوانه الشهداء بالرحمة، ونسأل الله سبحانه أن يجعلهم في نعيمٍ مقيم.


لقد نجحت إنجلترا عدوة المسلمين ورأس الاستعمار القديم الذي قسم بلاد المسلمين إلى أجزاءٍ في أواخر الخلافة العثمانية أن تجتذب إليها بعض أبناء المسلمين، وتجندهم وتجعلهم عملاء لها. ثم تمكنت بدعمٍ من خونة العرب والترك أن تهدم دولة المسلمين دولة الخلافة. وبعد هدم الخلافة في 3 آذار/مارس 1924 أُعلِنَت الجمهورية العلمانية. وأزيل على الفور نظام الخلافة، واستبدل به نظام الغرب الفاسد والكافر الذي وضع موضع التطبيق. وفي أعقاب تمزيق بلاد المسلمين التي استظلت بظل الحكم بالإسلام طوال 13 قرناً من الزمان وإلغاء الخلافة؛ اجتمع بعض العلماء المسلمين الواعين المخلصين للبحث عن حلٍّ لهذا الوضع. وهكذا كان أن بادر الشيخ سعيد أفندي وهو من العلماء البارزين وجمع علماء المنطقة مباشرة بعد إلغاء الخلافة وإعلان الجمهورية. وأعلن تمرده واستعداده للقتال نزولاً عند موجب الحكم الشرعي مستنداً إلى حديث رسول الله ﷺ «إِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ» والنصوص التي تأمر بقتال الحكام عند إظهارهم الكفر البواح. فعمد حكام ذلك العصر من أعداء الإسلام إلى إيهام الرأي العام التركي بأن تمرد الشيخ سعيد تمردٌ قوميٌّ كرديٌّ خوفاً من أن تجد دعوة الشيخ سعيد صدىً لدى المسلمين ويجد دعماً أكبر. كما أشاعوا في البلاد الإسلامية الأخرى كذباً أنه "تمردٌ في سبيل دولةٍ أرمنية".


وحال قمع التمرد من قبل الدولة دون وصول التمرد إلى أهدافه، وتم إعدام الشيخ سعيد وإخوانه في 25 حزيران 1925. وبعد قمع هذا التمرد أطلقت الجمهورية التركية حملة قمعٍ شديدةٍ لا ترحم في عموم تركيا ضد العلماء المخلصين والمسلمين والشعب الكردي المسلم بشكلٍ خاص. وعُلِّق العلماء المسلمون على حبال المشانق في الساحات العامة، ووقعت المجازر الجماعية في القرى، وفني المسلمون في السجون الظالمة، وهجِّرت العائلات من أراضيها، وتعرضت للتفكيك والذوبان. وعندما أخفقت الجمهورية التركية في إبعاد المسلمين الأكراد عن الإسلام وأحكامه على الرغم من كل أنواع القمع والتنكيل؛ عملت على جعل غير المسلمين ممثلين للشعب الكردي والقضية الكردية وعمدت على بث الفتنة والفرقة بين الإخوة فسالت الدماء بينهم أنهاراً سنواتٍ طويلة. وعندما أخفقت كذلك في الوصول إلى نتيجة؛ عمدت إلى خداع الشعب الكردي المسلم وحاولت إبعاده عن الإسلام بالنظام الديمقراطي النتن الفاسد الفاحش. فدولة الأمس الظالمة القاتلة تحاول اليوم أن تخفي وجهها القبيح الكالح، وتجمله في عيون الشعب الكردي المسلم بالديمقراطية. وتحاول بوجهها المقَنَّع بالديمقراطية إبعاد المسلمين عن قيم الإسلام وثقافته وتغريبها وتحريرها كما تزعم. وتقوم بذلك على أيدي أحزاب وأشخاصٍ لا يمثلون الشعب الكردي المسلم لا في الماضي ولا في الحاضر. فمن يمثل الشعب الكردي المسلم هو الشيخ سعيد وإخوانه الذين قدموا التضحيات وقدموا أرواحهم في سبيل الإسلام والخلافة، والمسلمون الذين يحملون الأمانة التي تركها هؤلاء خلفهم، فالشيخ سعيد لم يكن عميلاً لأجنبي ولا تابعاً لجمعية قومية. بل كان صاحب قضية، وقضيته هي الإسلام والخلافة. فالشيخ سعيد الذي قال وهو في طريقه إلى حبل المشنقة: "إن كنت خرجت في سبيل الله وفي سبيل دينه فإني لا أخاف أن أتدلى [أشنق] على أغصانٍ بسيطة"؛ خرج وتمرد في سبيل الخلافة التي من خلالها يتم تطبيق شريعة الإسلام. ونادى في المسلمين للقيام وتقديم التضحيات من أجل الخلافة: "الخلافة تنتظركم، فلا إسلامَ بلا خلافة، شعاركم الدين، فطالبوا بالشريعة".


وأحفاد الشيخ سعيد اليوم يعملون على هذا الشعار، ويتحدون الفكر القومي الذي استعمله الغرب الكافر أداة لتفتيت بلاد المسلمين. وإنه يجب اليوم العمل بالطاقة القصوى ودونما كلل ولا ملل من أجل بناء دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة رغم كل الخطط الخبيثة التي يسعى لتنفيذها الغرب الذي يعمل على إبعاد الشعب الكردي المسلم عن الإسلام وقيمه بالحريات الديمقراطية، ومؤسساته وتشكيلاته بالتنسيق مع الدولة. فالخلافة هي الدولة التي ستجمع جميع المسلمين كرداً وتركاً وعرباً وعجماً تحت راية الإسلام، وهي الدولة التي قدم في سبيلها الشيخ سعيد وإخوانه التضحيات وقدموا في سبيلها أرواحهم. إنها الدولة التي أودعها رسول الله ﷺ أمانةً في أعناقنا نحن بصفتنا مسلمين كالشيخ سعيد وإخوانه رحمهم الله.


المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تركيا

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية تركيا
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 
http://www.hizb-turkiye.com
E-Mail: [email protected] :

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع