المكتب الإعــلامي
ولاية تركيا
التاريخ الهجري | 19 من محرم 1441هـ | رقم الإصدار: 1441 / 02 |
التاريخ الميلادي | الأربعاء, 18 أيلول/سبتمبر 2019 م |
بيان صحفي
﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ﴾
(مترجم)
في يوم الاثنين 16 أيلول/سبتمبر 2019 عقدت قمة ثلاثية جديدة حول سوريا في أنقرة، جمعت بين رئيس تركيا أردوغان ورئيس روسيا بوتين ورئيس إيران روحاني. وقد أكد البيان المشترك الذي صدر في ختام القمة بشدة "على الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها والتمسك بأهداف ومبادئ الأمم المتحدة. وأنه لن يكون هناك حل عسكري للنزاع في سوريا"، وعبروا عن اتفاقهم على أن الحلَّ لن يكون إلا على يد السوريين أنفسهم، وفي داخل سوريا، وتسهيلات الأمم المتحدة، وعن طريق عملية سياسية تنسجم مع قرار مجلس أمن الأمم المتحدة رقم 2254. وعبروا عن رضاهم عن انتهاء عملية تشكيل اللجنة الدستورية بشكل ناجح، وأعربوا عن استعدادهم لتسهيل بدء أعمال اللجنة الدستورية في جنيف، وفقاً لقرارات مؤتمر "الحوار الوطني السوري" الذي انعقد في مدينة "سوتشي" الروسية.
هذه القمة الثلاثية الخامسة التي عقدت وفق صيغة أستانة لا تختلف عن القمم الأربع التي سبقتها ولا عن اتفاق سوتشي، ولا يوجد وراء سفسطة "تشكيل اللجنة الدستورية الجديدة" التي لا يعرف عنها شيء حتى الآن سوى تكرار ما سبق ذكره في القمم السابقة. فالغاية الأساسية لهذه القمم المتتالية هي إنتاج الحل السياسي الذي حددته أمريكا في سوريا، وإعادة تسليم سوريا للنظام الأسدي الظالم. والاختلافات التي يبديها هؤلاء الزعماء الثلاثة مع أمريكا ليس لها أي علاقة بالحقيقة، لأن الذي جمع بين الرؤساء الثلاثة، ووزع الأدوار بينهم، وحدد مجالات عملهم هي أمريكا. لكنهم عندما يزعمون بأنهم قاموا بما قاموا به رغماً عن أمريكا لا يخدعون إلا أنفسهم والجماعات المضطرة لتصديقهم. أما ما عدا هؤلاء من أصحاب البصيرة السياسية فإنهم جميعا يرون الحقيقة جليّة كما بيناها.
وقد أثارت قرارات القمة التي عقدت تحت وصاية أمريكا والتصريحات التي نجمت عنها غضب المسلمين. ولم يرحب بها سوى أنصار الأسد والعلمانيين الذين يؤيدون النظام السوري. فعندما يقول أردوغان: "نحن نستضيف في أراضينا حالياً 3,6 مليون سوري لاجئ فروا من الظلم والإرهاب والمجازر"، ألا يعلم أن الذين يجلسون معه على الطاولة نفسها هم الذين يقومون بالإرهاب والمجازر في سوريا؟ ألا يعلم أن روحاني هو الذي يحمي الأسد الظالم؟ ألا يعلم أن الجيش الإيراني هو الذي يرتكب المجازر في سوريا؟ ألا يدرك أن الذي يمطر القنابل ويقتل أطفال المسلمين في إدلب وسائر أنحاء سوريا هو الإرهابي الطاغية بوتين؟ أليست روسيا وإيران شركاء الأسد القاتل في جرائمه ومجازره؟
أيها المسلمون! لقد ذرفتم الدموع أنهارا بسبب المظالم التي تجري في سوريا منذ أعوام طويلة، وساعدتم اللاجئين، ولم تبخلوا بمعوناتكم إلى المظلومين في داخل سوريا، وشاركتم إخوانكم المسلمين همومهم. لكن حكامكم اليوم يعملون على تسليم إخوانكم السوريين المظلومين للظالمين بموجب الوظيفة التي أسندت إليهم من أمريكا، وتركهم لرحمة قتلتهم المجرمين. فإذا عرفتم هذا، فإن عليكم أن تحاسبوهم وتبينوا موقفكم في وجه هذه الخيانة التي تجري بحق دماء المسلمين.
وأنت يا رئيس الجمهورية أردوغان! لماذا تعمل على إضفاء المشروعية على الأسد الذي قتل ما يزيد عن خمسمئة ألف سوري؟ لماذا تجلس على الطاولة نفسها مع إيران القاتلة الخائنة شريكة أمريكا في أفغانستان والعراق أمس، واليوم في سوريا؟ كيف تتفق مع روسيا الكافرة التي ترتكب المجازر في سوريا في كل شيء؟ فلتحذر غضب الله، ولا تنس قوله سبحانه: ﴿وَلَا تَرْكَنُٓوا اِلَى الَّذ۪ينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُۙ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللّٰهِ مِنْ اَوْلِيَٓاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية تركيا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية تركيا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: http://www.hizb-turkiye.com |
E-Mail: bilgi@hizb-turkiye.org : |