بيان صحفي

 

أيها الحكام! هيا، تحركوا! إن لم يكن الآن، فمتى؟!

 

 

في يوم السبت 7 تشرين الأول/أكتوبر، استيقظ المسلمون في فلسطين وسائر البلدان الإسلامية على بشرى سارة وحماسة كبيرة وفرح عظيم؛ لأن الأبطال الفلسطينيين شنوا عملية واسعة وشاملة وكبيرة ضد كيان يهود المحتل في تمام الساعة السادسة والنصف من ذلك اليوم. وبهذه العملية التي أطلقوا عليها اسم "طوفان الأقصى"، دخل المجاهدون الفلسطينيون من غزة إلى الأراضي المحتلة وهاجموا المقرات العسكرية والسجون ومراكز الشرطة والقواعد الاستراتيجية لكيان يهود المحتل. حيث أمسكوا باليهود الجبناء، الذين ظنوا أنهم آمنون مع القبة الحديدية، في الشوارع والطرقات، ومرغوا أنوفهم بالأرض، وقتلوا مئات المحتلين وأسروا المئات منهم.

 

إن كيان يهود الإرهابي الذي يوسع احتلاله ويحرم المسلمين من أراضيهم ويذبح الأطفال والنساء الأبرياء منذ عام 1948، بتشجيع من الحكومات العربية الجبانة وصمت الحكام في تركيا وغيرها من البلاد الإسلامية، وقف هذه المرة عاجزا في مواجهة هجمات المجاهدين وبدأ بالهرب في كل زاوية. لقد أظهر هذا الوضع للعالم كله مدى ضعف وجبن كيان يهود حقا. وفي الوقت الذي تتنافس فيه الحكومات الخائنة في البلدان الإسلامية على التطبيع مع كيان يهود المحتل، وتستضيف حكامه القتلة وتجري محادثات ودية معهم، فإن أهل فلسطين والمجاهدين الأبطال قد أظهروا للعالم أجمع أن الوضع الطبيعي الحقيقي هو الإذلال والعجز الذي يتعرض له اليهود المحتلون اليوم.

 

لقد قام أهل فلسطين بما يتوجب عليهم، والآن حان دوركم أيها الحكام! اليهود الذين فروا يمينا ويسارا مثل الحمر المستنفرة في مواجهة هذه العملية التي شنتها ثلة من الأبطال الفلسطينيين، ترى ماذا سيفعلون في مواجهة الجنود الأتراك والجيش التركي. إن الخطوات التي ستتخذونها الآن، ستتيح لكم الفرصة لكتابة التاريخ. سيتم الحديث عنكم لقرون عدة بهذه الحرب العظيمة التي ستخوضونها. وكما أن انتصار صلاح الدين الأيوبي الذي أخرج الصليبيين من القدس لم يُنسَ، فإن هذا النصر العظيم لن يُنسى أيضا لقرون. فلا تخافوا أمريكا التي تشجع كيان يهود المحتل! ولا تلتفتوا إلى تهديدات الرئيس الأمريكي الخرف بايدن! ولا تنسوا أن إسقاط كيان يهود المحتل سيسبب لهم خوفاً أكبر بكثير!

 

أيها القادة الشجعان! هذه فرصة تاريخية لكم! لقد رأيتم ما يفعله المسلمون بدون قوة دولة وبموارد محدودة. لقد فاجأوا المحتلين وجعلوهم يفرون دون النظر إلى الوراء. وإذا أردتم أنتم، فيمكنكم مسح هذا الكيان الغاصب عن الخريطة. يمكنكم كتابة أسمائكم في التاريخ بأحرف من ذهب. فإذا كنتم تريدون استغلال هذه الفرصة التاريخية ورفع مكانتكم عند الله والمسلمين، فهبوا الآن، فإن لم يكن الآن فمتى؟! ليس عليكم النظر إلى الخلف أبدا! فإن أهل تركيا المسلمين سيدعمونكم حتماً في كل خطوة تتخذونها في هذا السبيل.

 

أيها المسلمون! لا تنخدعوا بأولئك الذين يستخفون بالألم والإذلال الذي يلحق بكيان يهود المحتل! لقد انكشفت الآن كذبة أن كيان يهود قوي جداً، ولقد تبين أنه بالون منتفخ و"دولة" كرتونية. وإن الخطوة التالية هي إسقاطها وكنسها من أرض الأقصى المباركة. والذي سيحقق ذلك هي دولة الخلافة الراشدة التي ستقام قريبا جدا بإذن الله، فهي الدولة التي ستهدم أسوار وتحصينات هذا العدو الجبان، وتقضي على وجوده، وتمحوه من الخريطة بجيوشها القادمة من كل صوب. لذلك لا ترضوا بحل الدولتين، الخطة الأمريكية لفلسطين التي تقترحها تركيا ودول أخرى كحل. ولا ترضوا بفلسطين صغيرة ترسم حدودها أمريكا الكافرة! بل طالبوا بالخلافة لأن الحل الوحيد لفلسطين هو الدولة الوحيدة؛ الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة!

 

﴿وَيَقُولُونَ مَتى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً﴾

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تركيا