المكتب الإعــلامي
ولاية تركيا
التاريخ الهجري | 14 من ربيع الثاني 1445هـ | رقم الإصدار: 1445 / 05 |
التاريخ الميلادي | الأحد, 29 تشرين الأول/أكتوبر 2023 م |
بيان صحفي
أيها المسلمون! لا ينبغي أن تقبلوا هذا النظام... ليس لمئة عام بل حتى ليوم واحد فقط
(مترجم)
لقد مرت مائة عام بالضبط على تأسيس الجمهورية التركية، حيث أعلنت الدول الغربية الاستعمارية وعلى رأسها بريطانيا أنها ستعترف بوجودها بشرط إلغاء الخلافة. وخلافا لرواية التاريخ الرسمية، فإن الجمهورية التي تعادي عقيدة المسلمين وتكرس وجودها لمحاربة كل قيم الإسلام، هي نظام لم ينشأ بناء على طلب شعب الأناضول المسلم ولكن بالأمر الواقع الذي فرضته حفنة من الأقليات المفتتنة بالغرب. إن الجمهورية، التي تمت المحافظة على شرورها، أحياناً من خلال دكتاتورية الحزب الواحد الكمالية، وأحياناً من خلال الحكومات الديمقراطية العلمانية، وأحياناً أخرى من خلال الوصاية العسكرية والانقلابات، وأحياناً من خلال الحكومات الديمقراطية المحافظة، لم تقدم أي شيء لشعب تركيا أو للعالم الإسلامي طوال قرن؛ لأن الجمهورية تبنت عقيدة العداء للإسلام الذي أنزله الله سبحانه وتعالى لتنمية ورفاهية وسلام وأمن الإنسانية. كما أن مؤسسي الجمهورية، الذين تحركوا على الفور في سبيل الحصول على اعتراف الدول الغربية بالنظام الجديد، قاموا بإلغاء اللغة العربية من أجل قطع اتصال المسلمين بالقرآن، وتدخلوا في ملابس المسلمين من خلال سن قانون القبعة، ومنعوا تعلم الدين عن طريق إغلاق المدارس وحلقات التعليم. هؤلاء أعداء الدين، الذين نفذوا الوعود التي قطعوها لإنجلترا في لوزان واحداً تلو الآخر، وقاموا أولاً بإلغاء الخلافة من أجل القيام بكل هذا.
إن فعاليات 29 تشرين الأول/أكتوبر التي أقيمت في إطار حملة المئة عام لتركيا بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية كانت باهتة هذا العام بسبب المجازر التي ارتكبها كيان يهود في غزة. ومما لا شك فيه أنه لولا وحشية كيان يهود في غزة، لكانت الاحتفالات التي كان سيحسدها حتى الكماليون قد بدأت منذ زمن طويل. كما أن الحكومة، التي تخدع المسلمين بالأكاذيب والأحلام التي يتم تداولها تحت شعار "الهدف 2023"، تعمل على جعل المسلمين يحبون الجمهورية العلمانية برؤية المئة عام لتركيا. كما تهدف إلى جعل الجمهورية، التي هي على وشك التحلل بكل معنى الكلمة، تبدو مقدسة للمسلمين.
أيها المسلمون! يتم اليوم الاحتفال بالذكرى المئوية لإبعاد القرآن والسنة عن الحياة. يتم الاحتفال بالذكرى المئوية لغرس الفجور بين الرجال والتعري للنساء. يتم الاحتفال بالذكرى المئوية للنظام الذي يغرق أطفالنا وشبابنا في مستنقع المخدرات، ويجرهم إلى الإلحاد والربوبية، ويزيد من جرائم القتل والاغتصاب وأعمال العنف. يتم الاحتفال بالذكرى المئوية للنظام الذي أفقر الناس أجمعين بجرهم إلى مستنقع الحرام والديون، والسماح بتداول الربا، وهو ما قال عنه نبينا محمد المصطفى ﷺ في خطبة الوداع: «إِنَّ كُلَّ رِباً مَوْضُوعٌ». إن هذا ما رأت الجمهورية أنه يليق بكم طوال المائة عام الماضية... وهذا ما يسمى بمستوى الحضارات المعاصرة. فاليوم يتم الاحتفال بالذكرى المئوية للجمهورية التي مهدت لكل هذه الشرور والأعمال الفاسدة. أما أنتم فلا ينبغي أن تكونوا راضين عن هذا النظام، ولا ينبغي أن تكونوا محكومين لهذا النظام، ولا ينبغي أن تعتبروا هذا النظام العلماني الذي يشوه دينكم وقيمكم على أنه مشروع. وبعد المائة عام الماضية، لا ينبغي أن تتقبلوا النظام الجمهوري ليوم واحد أو لعام واحد، ناهيك عن مائة عام أخرى. وعليكم الآن أن ترجعوا إلى جوهركم، وتتمسكوا بدينكم، وتديروا ظهوركم لهذا النظام الباطل ومظاهره. لأنكم الأمة التي آمنت بربنا الله سبحانه وتعالى الذي جعلها خير أمة أخرجت للناس. فنظام الدولة للأمة الإسلامية هو الخلافة الراشدة فقط. فيجب أن تسعوا في سبيل إقامة هذه الدولة.
﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تركيا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية تركيا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: http://www.hizb-turkiye.com |
E-Mail: bilgi@hizb-turkiye.org : |