بيان صحفي

نعي عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أوكرانيا علي (فيتالي) ريادينسكي

﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً﴾

(مترجم)

ينعى حزب التحرير في أوكرانيا إلى الأمة الإسلامية الأخ فيتالي ريادينسكي، عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أوكرانيا. وقد توفي أخونا العزيز بعد مرض طويل، في 5 محرم 1440هـ، الموافق 15 أيلول/سبتمبر 2018م. وإننا نتقدم بالتعزية الحارة لعائلته وإخوته وأصدقائه.

لا نزكّي على الله أحدا، لكن أخانا الراحل كان معروفاً بخشيته من الله، وإخلاصه لدينه، وعمله الدؤوب في حمل الدعوة، ندعو الله أن يكون من زمرة الصالحين.

يعد تاريخ حياته رحمه الله مثالاً على الصمود والتفاني والصبر والإخلاص في حمل الدعوة، وبما أنه روسي الجنسية، فقد دخل في الإسلام في بداية 2001، وفي نهاية 2003 التقى عليّ بحزب التحرير وبدأ العمل معه. ولكن في كانون الأول/ديسمبر 2004 اعتقلته القوات الروسية الخاصة وحكم عليه بالسجن لمدة 7 سنوات في سجن شديد الحراسة، إلا أن السجن لسنوات طويلة لم يضعف أخانا، فبعد إطلاق سراحه من السجن واصل عمله فوراً مع حزب التحرير بعد أن قال كلماته الشهيرة: "الإنسان مخلوق ضعيف، يتعب من كل شيء، لذا نحن تعبنا من الخوف".

بعد تكثيف عمليات القمع في روسيا والشروع في تلفيق قضية جنائية جديدة ضده في 2012، هاجر علي مع عائلته إلى أوكرانيا، وأضاف فيديوهات وتسجيلات عدة عن المواضيع الإسلامية والسياسية إلى واجباته اليومية في الحزب، هذه الفيديوهات لا تزال تحظى بشعبية كبيرة بين المسلمين على شبكة الإنترنت. كما شارك في المؤتمرات الصحفية والعديد من اللقاءات والاجتماعات حول القمع الروسي ضد المسلمين وخاصة أعضاء حزب التحرير، وعندما عُرض عليه أن يكون عضوا في المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أوكرانيا، وافق على الفور بطريقته الطبيعية، على الرغم من أنه كان روسيّاً، ويمكن لروسيا أن تطلب في أي لحظه تسليمه أو حتى اختطافه.

وقد تم إبلاغه بمرضه العضال في شهر رمضان 1438هـ، الموافق حزيران/يونيو 2017م، بينما كان يعمل على مشروع "الفيديو الرمضاني-المدونة 1438"، الذي صدر باسم المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أوكرانيا.

بعد ذلك، شهد أخونا العزيز سنة ونصف السنة من العلاج الخطير الذي تحمله بجدارة، وأثناء وجوده في المستشفى، طَلَب من عائلته أن تحضر له الكمبيوتر لأنه أراد مواصلة العمل في مشاريعه الإسلامية. وقال أفراد أسرته إنه لم يشتك قط من مرضه وآلامه.

نعم إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن، ولكننا لا نقول إلا ما يرضي الله سبحانه، فإننا يا عليّ على فراقك لمحزونون، ونسأل الله سبحانه، الرحمن الرحيم، أن يجمعنا في جنة الفردوس الأعلى مع الرسول e والصحب الكرام رضوان الله عليهم، ونرجو الله أن يلهم أهله وذويه وإخوانه في الدين الصبر والسلوان مصداقا لقوله تعالى: ﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾.

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أوكرانيا