المكتب الإعــلامي
أوزبيكستان
التاريخ الهجري | 4 من رمــضان المبارك 1446هـ | رقم الإصدار: 1446 / 07 |
التاريخ الميلادي | الثلاثاء, 04 آذار/مارس 2025 م |
خبر صحفي
هل يخشى النظام الأوزبيكي من شهر رمضان الذي تتنزل فيه بركات الله؟!
ها قد حل شهر رمضان الذي جعله الله عز وجل شهر رحمة وبركات وطهارة ونصرة للأمة الإسلامية. وكغيرهم من الشعوب الإسلامية الأخرى استقبل مسلمو أوزبيكستان أيضا هذا الشهر المبارك كعادتهم دائماً بالفرح والحماس عازمين على الإكثار من العبادات والأعمال الصالحة، ولكن النظام الأوزبيكي لا يشاركهم هذه المشاعر السامية. نعم، فالنظام استعد استعدادا خاصاً لشهر رمضان، حيث اتضح في عشية رمضان وفي أيامه الأولى أن استعداده لم يكن للخير على الإطلاق؛ فمثلا لقد تبنى قبل حلول الشهر المبارك مفهوم "السياسة الدينية للدولة" في فترة زمنية قصيرة، كأن الأمر جاء من الأوساط العليا بتبنّيه في أسرع وقت ممكن.
إن هذه الوثيقة مخالفة تماماً للإسلام وأحكامه، كما قُدّمت فيها الأفكار العلمانية الديمقراطية الفاسدة. والهدف من ذلك هو ضمان الالتزام الصارم من موظفي الدولة وخاصة عناصر الأجهزة الأمنية والجنود الذين يخدمون في الجيش بالقوانين غير الإسلامية الناتجة عن تلك الأفكار. لم يتم تبني مفهوم الشر هذا عشية شهر رمضان عبثا؛ فمثلا هناك أخبار عن أخذ تعهد من عناصر الحرس الوطني بالامتناع عن صيام شهر رمضان، وتمت الإشارة فيه إلى أن عدم الالتزام بهذه المتطلبات قد يكون سبباً لفصل الجندي وتسريحه من صفوف الحرس الوطني. وفي الواقع هذه المتطلبات موجودة منذ فترة طويلة. فمثلا تحظر المراسيم السرية والأوامر غير المكتوبة على موظفي الدولة الصلاة في العمل وحضور صلاة الجمعة. ويشتد هذا الضغط خلال شهر رمضان.
بالإضافة إلى ذلك فقبل أيام فقط من شهر رمضان تبنى النظام قانوناً يقيد التبرعات والأعمال الخيرية. والمفتي نور الدين خالق نظروف - وهو رئيس الإدارة الدينية لمسلمي أوزبيكستان - طالب المسلمين بعدم اصطحاب الأطفال إلى صلاة التراويح، وبرر هذا الطلب بأعذار واهية. كما تقام خطب الجمعة وصلاة التراويح كالمعتاد بحثّ المسلمين على الحذر من تأثير أفكار مثل "الخلافة" و"الجهاد" و"التدخل في سياسة الحكومة"، وببحث أخطاء المسلمين ولومهم والدعوة إلى الصبر والشكر والدعاء العميق للرئيس وولاة الأمر. بالطبع لا شك أن وراء هذه التغطية على سياسة الدولة من المفتي والأئمة يقف أناس معادون للإسلام في الدولة. وفي الواقع صدرت تقارير عدة عن وقوف أفراد الأمن أمام المساجد لمنع الشباب الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً من تأدية صلاة التراويح. وحتى في المدارس يُطلب من الوالدين عدم إرسال أطفالهم إلى المسجد. ويقولون إن مثل هذا الأمر جاء لمديري المدارس والمعلمين من سلطة عليا.
وعادةً لا تقوم وسائل الإعلام الرسمية بنشر مثل هذه المعلومات والتقارير، كما أن الأوامر تصدر بناء على قرارات سرية. وفي النقاشات بين أبناء شعبنا المسلم هناك من يقارن بين سياسة النظام الأوزبيكي ضد الإسلام وبين السياسة القمعية للصين الشيوعية ضد مسلمي الأويغور. نعم يمكنك القول إن هذا صحيح؛ لأن دولاً استعمارية كافرة مثل روسيا وأمريكا تقف وراء حرب النظام الأوزبيكي ضد عقيدة شعبه. ولا يفكر نظام ميرزياييف في شيء آخر سوى إرضاء تلك الدول الاستعمارية وإطالة عمر حكمه. هذا النظام لا ينتهى عن الشرور ولو على الأقل من أجل حرمة رمضان، بل على العكس فهو يكثف فيه من أفعاله الفاسدة الشريرة.
يا مفتي أوزبيكستان ويا علماء الدين: لقد رأيناكم في وضع لا تستطيعون فيه حتى أن تقولوا كلمة دعاء للمسلمين المظلومين في غزة والضفة، هل هناك حدود لشرائكم بالدين ثمنا قليلا؟! وإلى متى ستستحسنون السياسات غير الإسلامية للنظام الأوزبيكي وتجبرون المسلمين على الخضوع لها؟! في الحقيقة كونكم لا تخجلون من الاستمرار في أعمالكم الفاسدة حتى في الشهر المبارك يدل على أنكم لا تتأثرون بأي نصيحة، ألا يمكنكم على الأقل أن تتعلموا درساً من انهيار الأنظمة العميلة في أفغانستان وسوريا؟! وهذا النظام أيضاً الذي تخدمونه اليوم سينهار يوماً ما بشكل مخزٍ، وحينئذ ستصبحون وجهاً لوجه مع هذا الشعب المظلوم فيحاسبكم على خيانتكم وخذلانكم له، والحساب أمام الله أدهى وأمر.
أيها النظام في أوزبيكستان: إذا كنت لا تستطيع فعل الخير ألا يمكنك على الأقل الامتناع عن فعل الشر؟ ألا تخافون لعنة شعبكم ودعاءه عليكم؟ هل وصلتم إلى هذه الخسة لإرضاء أعدائنا الألداء مثل روسيا؟! حتى شهر عظيم كرمضان ألا يكون لكم موقف محترم تجاهه؟! ألا يمكنكم الامتناع عن تعذيب شعبكم على الأقل في شهر رمضان؟! بالطبع إن هذه الكلمات فقدت تأثيرها عليكم منذ زمن. لذلك نحذركم بشدة، فعاقبة خدمة أعداء الله والمؤمنين لا تكون إلا الذل والخزي في الدارين.
لقد قال رسول الله ﷺ: «صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي إِذَا صَلَحَا صَلَحَ النَّاسُ، وَإِذَا فَسَدَا فَسَدَ النَّاسُ: الأُمَرَاءُ وَالْعُلَمَاءُ». وصدق رسول الله ﷺ فإن هذين الصنفين الآن ليسا في صف الإسلام والمسلمين بل في صف أعدائهم. ويجب على شعبنا المسلم أن لا يسكت على هذا الأمر وأن يوقفهم عند حدهم، وإلا قد لا يقبل الله دعاءنا ورجاءنا رحمته في شهر رمضان. قال رسول الله ﷺ في الحديث الذى رواه حذيفة بن اليمان: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنْ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَاباً مِنْهُ ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ».
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في أوزبيكستان
المكتب الإعلامي لحزب التحرير أوزبيكستان |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: |