بيان صحفي

حكومة عدن غير آبهة.. فمن يضع حداً لكارثة تسريب النفط في شبوة؟

نشرت صحيفة الثورة اليومية الصادرة في صنعاء بتاريخ 2020/12/09م تقريراً مدعوماً بالصور لتسريب كميات كبيرة من خام النفط بشكل يومي لأشهر مضت من الأنبوب الناقل للخام من القطاع 4 بحقل غرب عياد النفطي إلى ميناء النشيمة على بحر العرب عبر مديريات لهية، غيل بن حبتور، تموره في محافظ شبوة وسط اليمن.

إن تسريب النفط أحدث بقعاً كبيرة نتجت عن تهالك الأنبوب النفطي الذي اُنشِئ عام 1987م، إلى جانب عمليات اعتداء بهدف سرقة الخام، في الوقت الذي تقف شركة النفط متفرجة، حيث لم تقم بأية إجراءات لمنع التسريب وإزالة ما تسرب منه لآثاره الخطيرة على الإنسان والحيوان والنبات والمياه والتربة.

هذه هي نتيجة المخالفات التي تمارسها وزارة النفط في اليمن عند توقيعها اتفاقيات التنقيب والاستخراج وبيع النفط من حقول اليمن مع شركات النفط الأجنبية، فالوزارة لم تكتف بتمليكها نصيباً يربو على الـ50% من حصة الشراكة مع الوزارة من ملكية عامة، بل تلتها بتغاضيها عن حرق الغاز المصاحب للنفط وعدم تجميعه وتسييله للاستفادة منه، وعدم إلزام الشركات النفطية بمعايير السلامة في التخلص من سوائل الحفر الضارة والسامة، وعدم محاسبتها على دفن سوائل الحفر بالقرب من سطح الأرض وبالتالي تلويثها المباشر للسطح وتأثيرها السيئ على أشكال الحياة القريبة منها، ووصل أمر مخالفات وزارة النفط حد عدم إلزام الشركات المنتجة للنفط بالتصدي ومعالجة أية تسريبات نفطية كونها تتسبب في كارثة بيئية، وتحميلها مسؤولية إزالة الكميات النفطية المتسربة، بل وعلاج الحالات المرضية التي سوف تصيب الإنسان والحيوان والنبات جراء التسريب النفطي الهائل. إن تأثير خام النفط على الحياة آتٍ من تلويثه للطبقات التي تحوي المياه، وبالتالي تلوث الآبار التي تنتج المياه من الطبقات الملوثة، فيتسبب بالأورام للإنسان وينكل بالحيوانات ويهلك النباتات، مصداقاً لقوله تعالى: ﴿وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ﴾.

يا أهل الإيمان والحكمة: لقد عجز من يحكمكم جبرياً في صنعاء وفي عدن عن رعايتكم بصورة صحيحة ناهيك عن أن يقيكم من الكوارث، إنهم يحكمونكم بالمبدأ الرأسمالي الذي يفصل الدين عن الحياة، واللهث وراء النفعية، وليس بأحكام العقيدة الإسلامية، فلماذا تطيعونهم وقد أورثوكم المهالك وأحلوا بكم الكوارث؟! قال رسول الله ﷺ: «كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ، كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَسَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ. قَالُوا فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: فُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ، أَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ». متفق عليه.

اعملوا مع حزب التحرير لإقامة دولة الخلافة، فهي التي ستحمي الملكية العامة وتمنع تمليكها للشركات النفطية الأجنبية، وتمكنكم من الاستفادة منها، ومنع أضرارها عنكم من خلال تطبيق النظام الاقتصادي في الإسلام ضمن بقية أنظمة الحياة السياسية والاجتماعية.... الخ، في دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة. قال رسول الله ﷺ «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية اليمن