المكتب الإعــلامي
التاريخ الهجري | 6 من ذي القعدة 1445هـ | رقم الإصدار: ح.ت.ي 1445 / 31 |
التاريخ الميلادي | الثلاثاء, 14 أيار/مايو 2024 م |
بيان صحفي
دلالة ومغزى اجتماع الأحزاب في المعهد الديمقراطي الأمريكي بعدن
احتضن المعهد الديمقراطي الأمريكي الثلاثاء 2024/04/30م بعدن، جلسة حوار بين قيادات الأحزاب والمكونات السياسية في اليمن، برعاية من الوكالة الأمريكية للتنمية، وحضرها أربعة وعشرون حزباً ومكوناً سياسياً مؤيداً لما يسمى الشرعية، بما في ذلك مجلس الحراك الجنوبي المشارك والمجلس الانتقالي الجنوبي، والمكتب السياسي للمقاومة الوطنية، ومجالس سياسية من حضرموت والمهرة وشبوة بما فيها مؤتمر حضرموت الجامع، ويأتي على رأسها الأحزاب المؤيدة لحكومة عدن؛ (المؤتمر، الإصلاح، الاشتراكي، التنظيم الناصري، الحراك الجنوبي السلمي، العدالة والبناء، اتحاد الرشاد اليمني، حركة النهضة للتغيير السلمي، التضامن الوطني، اتحاد القوى الشعبية، التجمع الوحدوي اليمني، البعث العربي الاشتراكي، السلم والتنمية، الجمهوري، الشعب الديمقراطي، البعث العربي الاشتراكي القومي".
يأتي هذا الظهور السياسي المفاجئ للأحزاب، مخيباً لآمال الناس في اليمن، لقبولها بعقده في المعهد الديمقراطي الأمريكي على المكشوف، من دون مراعاة لمشاعر أهل الإيمان، ودون بارقة أمل من الأحزاب والمكونات السياسية المشاركة فيه، ما يعيد صورة الصراع المتجدد بين نفوذ بريطانيا السياسي المتجذر في اليمن جنوباً وشمالاً، ونفوذ المستعمر الجديد، أمريكا، المثيرة للحروب والصراعات المسلحة في اليمن لأكثر من ستة عقود.
وقد غضَّ الحوثيون الطرف عن جلسة حوار الأحزاب هذه، كونها ضمن المخطط الأمريكي الداعم لهم، ولم تورده صحيفة الثورة في صنعاء، التي تورد أحداث جنوب اليمن في صفحتها الأولى!
إن هذا الاجتماع يثبت لأهل اليمن ارتهان هذه الأحزاب للغرب الكافر، فقد أضحوا أدوات تتلقى الأوامر وتنفذ المخططات، خصوصا وأن ممثلي الكثير منها على رأس هرم السلطة، فلم يكتف الغرب الكافر بإعطاء الأوامر للحكام في البلد، بل توغل إلى الأحزاب التي تنتج هؤلاء الحكام. حقا لقد صدق الصادق المصدوق سيدنا محمد ﷺ حين قال: «إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ».
إن أمريكا تحارب المسلمين ليل نهار وتقدم الدعم الكامل لكيان يهود، وقيادة هذه الأحزاب تجلس تحت مظلتها بينما دماء أهلنا في غزة تسيل قبل هذه الجلسة وأثناءها وبعدها! ساء ما يعملون.
تعد جلسة المعهد الديمقراطي الأمريكي هذه في الجنوب ضغطاً أمريكياً على حكومة عدن عبر عملائها في الجنوب من الأحزاب والمكونات السياسية، لصالح الحوثيين عملائها الجدد في صنعاء، الذين أُفْسِحَ لهم المجال في الشمال بالسيطرة العسكرية من قبل رائدة الديمقراطية وصناديق الاقتراع. كما يتزامن هذا الضغط مع انتشار قوات عسكرية من وحدات "درع الوطن" المدعومة من الرياض في محافظة لحج، ومناطق أخرى تقع على الحدود الإدارية مع محافظة تعز، حيث تسلمت مواقع كانت تتمركز فيها قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، ويتزامن كذلك مع زيارة رشاد العليمي لمدينة مأرب، وضربة عسكرية استباقية محتملة على خطوط جبهات القتال قبل التوجه إلى جولة جديدة من المفاوضات.
إن الواجب على أهل اليمن أن يدركوا أن الأحزاب المشاركة في جلسة الحوار هذه تحت المظلة الأمريكية المكشوفة أضحت مفلسة وتتلقى ما يملى عليها. ولو أنهم عقلوا وعادوا لما تملي عليهم عقيدتهم لوجدوا الحلول الجذرية لجميع مناحي الحياة، فلا حاجة لهم للجلوس مع الأمريكان في الظاهر أو مع الإنجليز في الظاهر أو من وراء ستار! إن الواجب هو الانحياز إلى عقيدة الأمة الإسلامية وقضاياها والانعتاق من ربقة الاستعمار القديم والجديد، والخضوع لأفكار الإسلام وأحكامه وتطبيقها على الأرض بإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وإن حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله يواصل السير ويغذ الخطا لتحطيم الرأسمالية بكل أركانها واستئناف الحياة الإسلامية في ظل الخلافة، ولهذا الفرض العظيم ندعو المسلمين جميعاً. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن
المكتب الإعلامي لحزب التحرير |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: |