- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
التملك بإحياء الموات
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال عليه الصلاة والسلام: {من أحيا أرضاً ميتةً فهي له}، رواه البخاري عن عمر
وقال عليه الصلاة والسلام: {من أحاط حائطاً على أرض فهي له}، رواه أحمد
وقال أيضا: {من سبق إلى ما لم يسبق إليه مسلم فهو له}. رواه الطبراني في الكبير.
حدد الشارع كيفية حيازة المال وشرع أحكاماً متعددة لحيازة الثروة كأحكام الصيد وإحياء المَوات وكأحكام الإجارة والاستصناع وكأحكام الإرث والهبة والوصية.
وقد جاء في كتاب النظام الاقتصادي للشيخ العالم الجليل تقي الدين النبهاني رحمه الله في فصل إحياء الموات ما نصه:
"المَوات هو الأرض التي لا مالك لها ولا ينتفع بها أحد. وإحياؤها هو زراعتها أو تشجيرها أو البناء عليها، وبعبارة أخرى هو استعمالها في أي نوع من أنواع الاستعمال الذي يفيد الإحياء. وإحياء الشخص الأرض يجعلها ملكاً له.
ولا فرق في ذلك بين المسلم والذمّيّ لإطلاق الأحاديث..
وهذا عام في كل أرض سواء أكانت دار إسلام أم دار حرب، وسواء أكانت أرضاً عشرية أم خراجية. إلاّ أن شرط التملك أن يستثمر الأرض خلال مدة ثلاث سنين من وضع يده عليها، وأن يستمر هذا الإحياء باستغلالها. فإذا لم يستثمرها خلال مدة ثلاث سنوات من تاريخ وضع يده عليها أو أهملها بعد ذلك مدة ثلاث سنوات متتالية سقط حق ملكيته لها، روى أبو يوسف في كتاب الخراج، عن سعيد بن المسيب قال عمر بن الخطاب: {وليس لمحتجر حق بعد ثلاث سنين}. وورد في سنن البيهقي عن عمرو بن شعيب أن عمر جعل التحجير ثلاث سنين فإن تركها حتى يمضي ثلاث سنين فأحياه غيره فهو أحق بها وقد قاله عمر وعمل به على مرأى ومسمع من الصحابة ولم ينكروا عليه فكان إجماعا".
فما أحوجنا اليوم لتطبيق شرع الله في إحياء الثروة الزراعية وتوزيع الخيرات في بلاد المسلمين على مستحقيها، وأخذها من المستبدين بها ونزعها من المغتصبين لها بالقوة، الذين يحتكرونها عن إخوانهم القادرين على إحيائها.
إن في تطبيق هذا الحكم وغيره من الأحكام الشرعية خير عميم، حين ينتفع الناس بهذه الأراضي ولا تترك مهجورة أو مرتعا للمستبدين.
وهذا لا يكون إلا بوجود خليفة راع للمسلمين على منهاج النبوة.
أحبتنا الكرام وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر نترككم في رعاية الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.