- الموافق
- 2 تعليقات
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
باب من لم يواجه الناس بالعتاب
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني "بتصرف" في "باب من لم يواجه الناس بالعتاب"، حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا مسلم عن مسروق قالت عائشة: صنع النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فرخص فيه فتنزه عنه قوم، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فخطب فحمد الله ثم قال: "ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه فوالله إني لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية".
يدور معنى الحديث حول توهم ما يقوم به البعض بأن فيه قربى إلى الله أكثر، وقد حدث هذا أيام الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث صنع الرسول شيئا وسمح بحدوثه، فترفع القوم عنه وكرهوا أن يفعلوه تنزها، ظنا منهم أنه يقربهم إلى الله. لكن الحقيقة التي غابت عنهم، أن الرسول أعلمهم بالله وأكثرهم خشية منه.
أيها المسلمون: هذا حال بعض المسلمين اليوم، يفعلون ما يرونه وما يظنوه خيرا، فإذا ما وُضع هذا الفعل أمام حكم الشرع تبين أنه بعيد عنه. كيف يقبل الله فعلا مبنيا على حسابات عقلية؟ أيعقل أن نبنيَ أحكامنا بحسب ما نهوى وبحسب ما نريد أن يكون؟ حتى لو كانت النتيجة صحيحة فلا يجوز أن نحكِّم العقل. ألم يقل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم "من قال في القرآن برأيه فقد أخطأ ولو أصاب"؟!.
إذن ما بال البعض منا يقوم بأعمال ظاهرها الخير وباطنها قد يفضي إلى معصية؟ لماذا يتخذ البعض من مولد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عرسا تقام فيه الاحتفالات وتوزع الحلوى وينشد المنشدون وتغرق المدينة في طرب ودروشة؟ أليس الأجدى في هذه الذكرى العطرة أن نتخذ مولده للتفكر بما قام به عليه الصلاة والسلام؟ ألسنا بحاجة إلى التفقه بسيرته لنصل إلى ما وصل؟ أليس ما وصلنا إليه من ضعف وهوان يستحق منا أن نجعل من هذه الذكرى انطلاقة جديدة في الفهم والتفقه؟ أليست ظروفنا وأحوالنا تدعونا إلى تقديم الوعي على ما سواه؟ أليس العمل على إيجاد الإسلام مطبقا في واقع الحياة أسمى وأجل؟ بلى والله، إن العمل لإيجاد دولة الإسلام الغائبة هو العمل الأكبر، فبقيامها يقوم الإسلام، وبقيامها تعود الأحكام وبقيامها يكون للذكرى طعم وأسلوب للاحتفال.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم
وسائط
2 تعليقات
-
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا ونبينا ومعلمنا وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اتبع هداه إلى يوم الدين
-
جزاكم الله خيرا