بسم الله الرحمن الرحيم

مع الحديث الشريف 

بَاب السَّلَمِ فِي كَيْلٍ مَعْلُومٍ

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَالنَّاسُ يُسْلِفُونَ فِي الثَّمَرِ الْعَامَ وَالْعَامَيْنِ، أَوْ قَالَ عَامَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً - شَكَّ إِسْمَاعِيلُ - فَقَالَ: "مَنْ سَلَّفَ فِي تَمْرٍ فَلْيُسْلِفْ فِي كَيْلٍ مَعْلُومٍ وَوَزْنٍ مَعْلُومٍ" حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ بِهَذَا فِي كَيْلٍ مَعْلُومٍ وَوَزْنٍ مَعْلُومٍ.

الشروح

السَّلَمُ - بِفَتْحَتَيْنِ - السَّلَفُ وَزْنًا وَمَعْنًى. وَقِيلَ: السَّلَفُ تَقْدِيمُ رَأْسِ الْمَالِ، وَالسَّلَمُ تَسْلِيمُهُ فِي الْمَجْلِسِ. فَالسَّلَفُ أَعَمُّ. وَالسَّلَمُ شَرْعًا: بَيْعُ مَوْصُوفٍ فِي الذِّمَّةِ.

وَاشْتِرَاطُ تَعْيِينِ الْكَيْلِ فِيمَا يُسْلَمُ فِيهِ مِنَ الْمَكِيلِ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مِنْ أَجْلِ اخْتِلَافِ الْمَكَايِيلِ

أحكام تبين وتري أن دين الله يسر وليس عسر، فها هو أحل السلم في التجارة وهو أن تأخذ رأس المال وتسلم السلعة في وقت مؤجل، ولكي لا يحدث اختلاف بين البائع والمشتري على السلعة بعد الإتيان بها اشترط الحكم تحديد صفات السلعة وكميتها والوقت الذي تسلم فيه، وهكذا ضمن الإسلام للمشتري ماله الذي سلمه للبائع وأن لا يرد المشتري السلعة لأنها جاءت حسب مواصفات وضعها هو، وفي هذا ضمان لحق البائع .. في الوقت نفسه سهل على التاجر تجارته، فربما يشُحُ المال بين يديه ولا يستطيع أن يأتي ببضائع ويطرحها في الأسواق لتقضي الناس حاجتها، فبالسلم يتيسر بعض الأمر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته