بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

مع الحديث الشريف

باب اتقوا النار ولو بشق تمرة والقليل من الصدقة

  

 

 

 نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

     جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في "باب اتقوا النار ولو بشق تمرة والقليل من الصدقة".

 

   حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت عبد الله بن معقل قال: سمعت عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اتقوا النار ولو بشق تمرة".

   هذا نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم لم يترك مناسبة لتحذير أمته من النار إلا وحذرها، كيف لا وهو الرحمة المهداة إلى العالمين؟ وهو الحريص على هذه الأمة، فبهذا الكلام الواضح المباشر، يحذر الأمة ويطلب منها أن تتقي النار يحذرها من الوقوع فيها ولو بالعمل القليل، ولو بالصدقة القليلة، وشق التمرة هنا مبالغة في صغر العمل الذي يمكن للمسلم القيام به، وهذا حث على عمل الخير ولو كان قليلا.

 

أيها المسلمون:

 

   وفي ظل هذا الواقع الذي تعيشه الأمة نقول: اتقوا النار ولو بكلمة حق، ولو بعمل ينفع المسلمين وينقذهم ويخرجهم ممّا وقعوا فيه، اتقوا النار ولو بكلمة حق في حقّ ما يجري لإخواننا وأهلنا في الشام ومصر واليمن وبورما وغيرها من بلاد المسلمين، اتقوا النار في مواقفكم بأن تُعلنوها على الملأ: أن لا إله إلا الله يجب أن تسود فوق ربوع الكرة الأرضية، وأن لا حلّ ولا خلاص للأمة إلا بعودة الخلافة التي حكمت العالم قرونا من الزمان بعدل الله، اتقوا النار بالعمل مع العاملين المخلصين لإعادة مجد الأمة من جديد.

 

   اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

   أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم