الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مع الحديث الشريف - الإخلاص والتقوى

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

مع الحديث الشريف

الإخلاص والتقوى

 

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

حدثنا إِسْحَاقُ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ طَرِيفٍ أَبِي تَمِيمَةَ، قَالَ: شَهِدْتُ صَفْوَانَ، وَجُنْدَبًا وَأَصْحَابَهُ وَهُوَ يُوصِيهِمْ، فَقَالُوا: هل سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا؟، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، قَالَ: "وَمَنْ يُشَاقِقْ يَشْقُقِ اللَّهُ عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، فَقَالُوا: "أَوْصِنَا"، فَقَالَ: "إِنَّ أَوَّلَ مَا يُنْتِنُ مِنَ الْإِنْسَانِ بَطْنُهُ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَأْكُلَ إِلَّا طَيِّبًا فَلْيَفْعَلْ، وَمَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يُحَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ بِمِلْءِ كَفِّهِ مِنْ دَمٍ أَهْرَاقَهُ فَلْيَفْعَلْ"، قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: مَنْ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جُنْدَبٌ؟ قَالَ : نَعَمْ جُنْدَبٌ. رواه البخاري ومسلم.

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، أما بعد،

 

إن هذا الحديث الشريف يخبرنا بطبيعة أعمالنا وكيف يجب أن تكون، حيث يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من يقوم بأي عمل من أعمال القرب، يبغي به وجه الناس، وكسب الشهرة والسمعة الدنيوية، فإن الله سيفضحه يوم القيامة، فهو سبحانه وتعالى يعلم النوايا، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وسيعلم الناس أن أعماله ما كانت إلا رياء لا يقصد بها وجه الله تعالى. والأمر الآخر الذي يخبرنا به الحديث أنه من تسلط على العباد، فقد أوقع الله عليه الشقاق في الدنيا والآخرة، فهو يريد أن ينازع الله في ملكه وعباده، فأعلن الحرب على نفسه، وخسر خسرانًا مبينا.

 

والجميل في الأمر أنه مهما ظن المرء أنه قد كسب من الرياء والشقاق، فهو لا يعدو كونه متعًا آنية إما أن تكون مادية أو معنوية؛ المادية هي في محصلتها إشباع رغبة خاصة، وهذه الأمور إلى زوال، لا تبقى، والمعنوية هي بأن يُشار إليه بالأصابع، ويتصدر الناس ويتقدمهم، وهذا الأمر ينتهي بالمنافسة، بأن يأتي من ينتزع المنصب منه... وكل متاع إلى زوال، إلا متاع الآخرة باقٍ.

 

أمر آخر أشار إليه الحديث الشريف، وهو النهي عن القيام بالأعمال التي تبعد عن الجنة وتقرب إلى النار، وأيضًا الأمر بأن لا يملأ المرء بطنه إلا بالحلال، ويكسب بالحلال، لينال رضا الله. كما نهى الحديث عن تجاوز حدود الله التي وضعها.

 

عليه فما علينا نحن المسلمين سوى القيام بأمرين اثنين رئيسيين؛ الإخلاص في الأعمال، فلا يُقصد منها إلا رضا الله عز وجل، والالتزام بأوامر الله ونواهيه كما هي بدون زيادة أو نقصان، عندها نكون أقرب إلى رحمة الله وفرجه ونصره الذي وعد به عباده المتقين المخلصين.

 

 فالله نسأل أن يجعل أعمالنا خالصة له وحده، وكما يحب عز وجل ويرضى.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح

آخر تعديل علىالإثنين, 10 تشرين الأول/أكتوبر 2016

وسائط

2 تعليقات

  • إبتهال
    إبتهال الإثنين، 10 تشرين الأول/أكتوبر 2016م 11:22 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم

  • Khadija
    Khadija الإثنين، 10 تشرين الأول/أكتوبر 2016م 08:08 تعليق

    بارك الله بكم . ونسأله تعالى أن يَمُنَّ علينا بقيام دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع