الإثنين، 23 محرّم 1446هـ| 2024/07/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مع الحديث الشريف - من نفس عن مسلم كربة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مع الحديث الشريف

 

من نفس عن مسلم كربة

 

 

 حياكم الله احبتنا الكرام، يتجدد اللقاء معكم وبرنامجنا مع الحديث الشريف، وخير ما نبدأ به حلقتنا تحية الإسلام، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

جاء في سنن ابن ماجه- كِتَاب الْمُقَدِّمَةِ- من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة.

 

  حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا حَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ وَمَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ.

 

 إن هذا الحديث الشريف يحوي العديد من مكارم الأخلاق، بل ورتب عليها الأجر والثواب، ففي أوله وصية من النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بتنفيس الكرب عن المؤمنين، وبين عظم الأمر عند الله وفي نفوس الناس، كيف لا والحياة مليئة بالمشقات والصعوبات، قد تستحكم كربها على المؤمن فيحار قلبه عن إيجاد المخرج، وما أعظم حين يمد المسلم لأخيه يد العون ليزيل هذه الكربة أو يخففها، ومن هنا ناسب أن يكون جزاؤه من الله أن يفرّج عنه كربة هي أعظم من ذلك وأشد، كربة الوقوف والحساب، وكربة السؤال والعقاب، فما أعظمه من أجر، وما أجزله من ثواب.

 

ومن ثم نرى أن الرسول صلى الله عليه وسلم يوصي بالتجاوز عن المدين المعسر،  وإمهاله إلى حين تيسّر أحواله، وأعلى من ذلك أن يُسقط صاحب الحق شيئا من حقه، ويتجاوز عن بعض دينه.  

 

ثم يحث الحديث على ستر عيوب المسلمين، وعدم تتبع أخطائهم وزلاتهم، فالمسلم مهما بلغ من التقى والإيمان فإن الزلل متصوّر منه، فقد يصيب شيئاً من الذنوب، وهو مع ذلك كاره لتفريطه في جنب الله، كاره أن يطلع الناس على تقصيره، فإذا رأى المسلم من أخيه هفوة فعليه أن يستره ولا يفضحه، دون إهمال لواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

 

ومن ثم جاء الحديث ليؤكد على مكانة العلم وفضله وعلو شأنه، فهو سبيل الله الذي ينتهي بصاحبه إلى الجنة، والمشتغلون به إنما هم مصابيح تنير للأمة طريقها، وهم ورثة الأنبياء والمرسلين، لذلك شرّفهم الله تعالى بالمنزلة الرفيعة، والمكانة العالية.

 

وفي نهاية الحديث أكد الرسول صلى الله عليه وسلم على عظم الأجر والثواب لأولئك الذين اجتمعوا في بيت من بيوت الله تعالى يتلون آياته، وينهلون من معانيه.

 

على أن تلك البشارات العظيمة لا تُنال إلا بجدّ المرء واجتهاده، لا بشخصه ومكانته، فلا ينبغي لأحد أن يتّكل على شرفه ونسبه، فإنّ ميزان التفاضل عند الله تعالى هو العمل الصالح.

 

نسأل الله أن يكرمنا بجميل الأخلاق وأن يكرمنا بعظيم فضلها، إنه ولي ذلك وهو على كل شيء قدير

 

احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم ومع حديث نبوي آخر، نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

كتبته للإذاعة

عفراء تراب

آخر تعديل علىالإثنين, 02 كانون الثاني/يناير 2017

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع