- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
الجنة والنار حقيقتان دافعتان للعمل
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني "بتصرف" في باب يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب:
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يقال لأهل الجنة يا أهل الجنة خلود لا موت، ولأهل النار يا أهل النار خلود لا موت".
عندما يذبح الموت أمام الناس في مشهد مهيب ذبحا حسيا، فهذا يزيد من نعيم أهل الجنة ومن عذاب أهل النار، فينقطع أي أمل لهم في النجاة منها، ويذهب أي منغص عن أهل الجنة، فينعم الناس في الجنة نعيما عظيما، ويشقى أهل النار شقاء مريعا. وفي هذا الكلام رسالة لكل ذي بصر وبصيرة أن حياة الآخرة حياة مقام وخلود، فالجنة خالدة والنار خالدة، فيا حسرتاه على من باع الفانية بالباقية، من باع الدنيا بالآخرة، ويا حسرتاه على من لم يعرف هذه الحقيقة بعد! بل يا حسرتاه على من عرف ولكن رضي وتابع.
أيها المسلمون:
ثوبوا إلى رشدكم، وتفكروا بما أنتم مقدمون عليه، فهذه الحقيقة كافية لأن تدفع بكم دفعا للالتزام بما أمر الله، ولأن تدفعكم للاهتمام بأمر المسلمين، وكافية لأن تدفعكم لتأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر، وكافية لأن تجعلكم في مقدمة الصفوف للعمل على تغيير واقع الأمة الفاسد هذا، فتعملوا مع من نذر حياته لخدمتها، مستضيئا بموعود الله سبحانه وتعالى، وبشرى رسوله صلى الله عليه وسلم من خلال العمل الجاد والمخلص لإقامة خلافة المسلمين الثانية في الزمن الثاني.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم