- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
يا أهل الجنة
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني "بتصرف" في باب كيف الحشر:
حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، في قبة فقال: "أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟" قلنا نعم، قال: "أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة؟" قلنا نعم، قال: "أترضون أن تكونوا شطر أهل الجنة؟" قلنا نعم، قال: "والذي نفس محمد بيده إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة، وذلك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة، وما أنتم في أهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر".
ما أجمل ترقيق القلوب؟ وما أحلى وأعذب هذه الكلمات التي تنساب على الشفة كقطر الندى؟ هكذا كان صلى الله عليه وسلم، يرقق الطبيب القلوب، تلك القلوب التي تفتر أحيانا عن العمل والتضحية، يذكِّر صلى الله عليه وسلم أصحابه رضوان الله عليهم بالآخرة، يذكرهم بالجنة وبأنهم أكثر الناس دخولا لها، يرطب قلوبهم بهذا الحديث عنها، فتتحرك نحو مرضاته سبحانه وتعالى وطاعته، فتنسى هموم الدنيا بأسرها، تنسى هموم الرزق والعمل، تنسى المصائب والكوارث، تنسى العذاب والألم، لتتحرك وتنطلق نحو الهدف.
أيها المسلمون:
إن ما يحدث في هذه الأيام من قهر وقتل وظلم للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها لهو أمر جلل، فقد فضح الصبح عتمة الدجى، وبان الطريق لكل ذي عقل، وخرجت الشعوب على حكامها تريد التغيير، تبحث عن الخلاص، خرجت لتغسل قرونا من قذارة الحكام والاستعمار، خرجت تنادي في الشوارع والطرقات: "هي لله هي لله"، فالتحم صوتها مع كل الأصوات التي تذكر ربها، ولكن بقي الناس يراوحون مكانهم بعد أن التف عليهم الحكام، فيا أهل الجنة، يا من بشركم رسولكم عليه الصلاة والسلام بالجنة، أيقبل منكم السكوت؟ أيقبل منكم أن يرميكم الكفار عن قوس واحدة وأنتم تنظرون؟ يا من بشركم رسولكم عليه الصلاة والسلام بالجنة اعملوا لإعزاز هذا الدين بالعمل لإقامة دولته وتطبيق أحكامه، عندها يتحقق رجاء رسولكم صلى الله عليه وسلم فيكم، فتكونوا نصف أهل الجنة.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم