- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
كيف ننصر المظلوم؟
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني "بتصرف" في باب أعن أخاك ظالما أو مظلوما:
حدثنا مسدد حدثنا معتمر عن حميد عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "انصر أخاك ظالما أو مظلوما". قالوا يا رسول الله هذا ننصره مظلوما، فكيف ننصره ظالما؟ قال: "تأخذ فوق يديه".
إن هذه الرسالة التي وردت في هذا الحديث الشريف لتصلح عنوانا لنا في هذه الأيام؛ ذلك أن الأمة اليوم أصبحت تعيش على هامش الدين بسبب حكامها الذين أذاقوها مرارة العيش، فأضحت تتقلب في الشقاء تقلبا... فكثرت في أبنائها الجريمة والضغينة، وباتوا يرقبون من ينقذهم ومن يحمل ويرفع عنهم هذا الهم والشقاء.
أيها المسلمون:
وإن كان هذا الحديث يحتاجه كل مسلم وكل إنسان في كل الزمان، إلا أن الحاجة إليه في هذه الأيام التي غاب فيها من يأخذ من الظالم للمظلوم أكثر وأكبر. والحاجة إلى أن يقف المسلم وقفة لله فيقول الحق ولو على أخيه ونفسه، وهذا أضعف الإيمان. وقد بين لنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كيف تكون نصرة الأخ لأخيه بمنعه عن الظلم، كما بين لنا نصرة المسلم للمسلم؛ بل نصرة المسلم للبشرية جمعاء من خلال العمل الهادف الجاد لإقامة دولة الإسلام سيرا على نهجه وسيرته عليه الصلاة والتسليم، وما على المسلم إلا أن يضع قدمه على طريق العمل لنصرة المسلمين جميعا كما وضعها على طريق نصرة أخيه، ولا يكون ذلك بالعمل الفردي، بل بالعمل الجماعي من خلال جماعة أو حزب يعمل لإعادة قوة المسلمين المتمثلة بخلافتهم التي أسقطت منذ نحو قرن.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم