- الموافق
- 2 تعليقات
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
بين الوحوش الآدمية والإحسان
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في صحيح مسلم، في شرح الإمام النووي "بتصرف" في باب الأمر بإحسان الذبح والقتل وتحديد الشفرة:
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن شداد بن أوس قال: ثنتان حفظتهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته فليرح ذبيحته.
أيها المستمعون الكرام:
يعتبر هذا الحديث قاعدة من قواعد الدين، فهو يتضمن إتقان جميع أحكام الإسلام، لأن أفعال الإنسان تتعلق بجميع جوانب الحياة، وبالتالي تتعلق بالجانب السياسي والاجتماعي والاقتصادي والقضائي والتعليمي وغيرها مما يتصل عمل الإنسان بها. فقتل الأعداء في المعركة مثلا لا يسبقه تعذيب ولا يتبعه في الجثة تمثيل، بل لقد كان الإحسان مطلوبا عند ذبح البهائم "وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته"، فإذا أحسن الإنسان هذه الأفعال وفقا لما جاء به الشرع فهو من السعداء في الدنيا والآخرة.
أيها المسلمون:
أما وقد غاب الإسلام عن واقع الحياة هذه الأيام، وأصبح الكفر متنفذا في حياة الأمة، ينصب لها حكامها العملاء، ويضع لها دساتيرها، تلكم الدساتير التي لم تتسع –على كثرة القوانين فيها- لكلمة الإحسان أو الرفق أو ما شابه ذلك، فكان سلوك الغرب الكافر مع المسلمين سلوكا لا غرابة فيه، فلا غرابة أن نرى وحوشا آدمية تنهش جسد الأمة طيلة هذه العقود، ولا غرابة أن يقتل المسلمون على الدين، ولا غرابة أن تُقطّع أوصالهم وتبقر بطونهم وتغتصب حرائرهم، تلكم هي سادية القرن الحادي والعشرين التي سادت وتحكمت حين غفلت الأمة عن حقيقة طالما رددت ووصل صداها أصقاع الأرض، ألا وهي: لا وجود للأمة بدون نظام الخلافة، تلكم الدولة التي سادت أربعة عشر قرنا من الزمان، عاش سكان الأرض تحت ظلالها بسعادة وهناء.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم
وسائط
2 تعليقات
-
بارك الله فيكم و أثابكم
-
بارك الله فيكم