- الموافق
- 2 تعليقات
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
شعور الأمة مع بعضها يقفز فوق الحدود وفوق الجراح
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ، كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ - وَأَحْسِبُهُ قَالَ- وَكَالْقَائِمِ لَا يَفْتُرُ، وَكَالصَّائِمِ لَا يُفْطِرُ". رواه مسلم.
أيها المستمعون الكرام:
إن هذا الدين هو دين التكافل والتعاضد، دين الرحمة والرفق، دين لا يعيش فيه الإنسان بمفرده، فكم من الأحاديث حثّت على التعاون والرحمة والمسؤولية عن الغير؟ وكم من الأحكام نزلت من فوق سبع سماوات تطلب من المسلم أن يكون أخا وعونا لأخيه المسلم؟ فالمسلمون يعيشون مع بعضهم لبعض، يهتمون بشؤون غيرهم كما يهتمون بشؤونهم، فهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وهم كالبنيان المرصوص، كيف لا يكونون كذلك وقد أعظم الله لهم الأجر؟ حتى شبه الرسول صلى الله عليه وسلم أجر القائم على الأرملة بأجر من يجاهد في سبيله؟
أيها المسلمون:
هذه الحقيقة التي لا تزال حيّة بين أبناء هذه الأمة، رغم تقسيمها وتقطيعها بحدود وهمية، رغم أنها أصبحت دولا أو قل أشباه دول، فأهل كل قطر لا يقف اهتمامه عند أرملة أو فقير في ذاك القطر، بل ما زالت سنة الحبيب تعمل في الناس في كل الأقطار، فأهل المغرب مثلا يهتمون بأهل الأردن، وأهل الأردن يهتمون بأهل الجزائر، وأهل اليمن يهتمون بأهل بيت المقدس، وهكذا... نعم رغم هذا التقطيع في جسد الأمة إلا أن الشعور بهذه الرابطة الأخوية لم يَخْبُ، بل يزداد وينمو، هكذا هو الإسلام، هكذا هي أحكام الله، ستبقى حيّة تقفز على الجراحات والآلام، تتخطى كل العراقيل والصعوبات، لتعلن للملأ أن الأمة أمة واحدة، وأن دينها واحد، وأن ربها واحد، وأن أحكامها واحدة، كما أن دولتها واحدة، دولة الخلافة الثانية الراشدة على منهاج النبوة، العائدة قريبا بإذن الله.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم
وسائط
2 تعليقات
-
جزاكم الله خيرا وأثابكم
-
جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم