- الموافق
- 2 تعليقات
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
"باب آداب الطعام والشراب وأحكامهما"
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي "بتصرف" في "باب آداب الطعام والشراب وأحكامهما"
حدثنا محمد بن المثنى العنزي حدثنا الضحاك، يعني أبا عاصم عن ابن جريج أخبرني أبو الزبير عن جابر بن عبد الله، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: لَا مَبِيتَ لَكُمْ وَلَا عَشَاءَ، وَإِذَا دَخَلَ، فَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ، وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ".
قوله صلى الله عليه وسلم: (إذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله تعالى عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت. وإذا لم يذكر الله تعالى عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء) معناه: قال الشيطان لإخوانه وأعوانه ورفقته.
وفي هذا استحباب ذكر الله تعالى عند دخول البيت وعند الطعام.
يذكرنا هذا الحديث الشريف بمعركتنا مع الشيطان، تلكم المعركة الأساسية التي بدأ الشيطان الصراع بها مع بني آدم، وكيف لا نتذكرها ونحن نعيشها يوميا، ساعة بساعة، ولحظة بلحظة؟ كيف لا نتذكرها ونحن نكابد ما نكابده من عناء كلما استولى الشيطان علينا وأخذ يدير هذه المعركة، ويوجه دفتها نحوه؟ نعم أيها المسلمون، هذا هو حالنا مع الشيطان إن لم نتعلم كيفية التغلب عليه. ولسائل أن يسأل وكيف يمكن التغلب عليه؟ فنقول: يمكن ذلك من خلال كلمة واحدة هي "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" فبهذه الكلمة فقط يطرد ويبعد عن الطريق. إلا أن الكثير من المسلمين لا يعرفون التعامل مع الشيطان بسبب جهلهم وعدم معرفتهم لطرقه وأساليبه الخبيثة، فمنهم من يلعنه، ومنهم من يسبه ويشتمه، ومنهم من لا يأخذ منه أي موقف، بل إن البعض لا يؤمن بوجوده أصلا طالما أنه لا يراه.
أيها المسلمون: لا يمكن إدراك هذه الحقيقة عند الجميع بشكل واضح، إلا إذا عاد المسلمون إلى مفاهيمهم الإسلامية، يتدارسونها ليعلموا أن الشيطان يلازم الإنسان منذ ولادته حتى وفاته، فقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله: "ما من مولود يولد إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخا من نخسة الشيطان إلا ابن مريم وأمه" رواه أبو هريرة، وورد عنه صلى الله عليه وسلم قوله: "وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت" وهناك أحاديث كثيرة تتحدث عن صور كيد الشيطان للإنسان في أحواله المختلفة، كحاله عند الصلاة أو في الأسواق أو دخول البيت أو الطعام أو النوم.
ويبقى السؤال: متى يفقه المسلمون هذا الأمر من أحكام دينهم؟ بل متى يفقهوا أحكام الصلاة أو الزكاة أو الزواج أو الطلاق، أو البيع أو الشراء، أو أحكام الدين جميعها إن لزم؟ والجواب على ذلك لا يمكن للمسلمين أن يدركوا هذه الأحكام إلا إذا انتفضوا على حكامهم، الذين أبدلوهم بالثقافة الإسلامية ثقافة الشيطان الساقطة، فليس غريبا أن نرى اليوم شيخا في الثمانين من عمره، لا يتقن الصلاة على أصولها، وليس غريبا أن نرى الكثير من هذه الأمة لا يعبأ بالصلاة، فضلا عن الإهتمام بأحكام الإسلام الأخرى. فهؤلاء الحكام هم أس الداء وأصل البلاء فيما أصاب ويصيب الأمة في هذا الزمان، فهلا أدركت الأمة ذلك؟ وهلا أدركت فرضية العمل للتغيير وطريقته؟ نرجو الله أن يكون ذلك، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وسائط
2 تعليقات
-
جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم
-
بارك الله جهودكم الطيبة