الأربعاء، 25 محرّم 1446هـ| 2024/07/31م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مع الحديث الشريف
غدوة أو روحة في سبيل الله

 

 

 

الإخوة الكرام،


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أورد الإمام البخاريُّ رحمه الله في صحيحه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«لَغَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ رَوْحَةٌ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا«


قال الإمام ابن حجرٍ في شرح الحديث:


وَالْغَدْوَةُ بِالْفَتْحِ: الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ، مِنَ الْغُدُوِّ: وَهُوَ الْخُرُوجُ فِي أَيِّ وَقْتٍ كَانَ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ إِلَى انْتِصَافِهِ، وَالرَّوْحَةُ: الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ، مِنَ الرَّوَاحِ: وَهُوَ الْخُرُوجُ فِي أَيِّ وَقْتٍ كَانَ مِنْ زَوَالِ الشَّمْسِ إِلَى غُرُوبِهَا.


قَوْلُهُ: (فِي سَبِيلِ اللَّهِ) أَيِ: الْجِهَادِ.


أما قوله: (خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا) فقد شرحه ابْنُ دَقِيقِ الْعِيدِ إذ قال:


يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ أَحَدُهُمَا: أَنْ يَكُونَ مِنْ بَابِ تَنْزِيلِ الْمَغِيبِ مَنْزِلَةَ الْمَحْسُوسِ تَحْقِيقًا لَهُ فِي النَّفْسِ لِكَوْنِ الدُّنْيَا مَحْسُوسَةً فِي النَّفْسِ مُسْتَعْظَمَةً فِي الطِّبَاعِ فَلِذَلِكَ وَقَعَتِ الْمُفَاضَلَةُ بِهَا، وَإِلَّا فَمِنَ الْمَعْلُومِ أَنَّ جَمِيعَ مَا فِي الدُّنْيَا لَا يُسَاوِي ذَرَّةً مِمَّا فِي الْجَنَّةِ. وَالثَّانِي: أَنَّ الْمُرَادَ أَنَّ هَذَا الْقَدْرَ مِنَ الثَّوَابِ خَيْرٌ مِنَ الثَّوَابِ الَّذِي يَحْصُلُ لِمَنْ لَوْ حَصَلَتْ لَهُ الدُّنْيَا كُلُّهَا لَأَنْفَقَهَا فِي طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى.


قُلْتُ: وَيُؤَيِّدُ هَذَا الثَّانِيَ مَا رَوَاهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي كِتَابِ الْجِهَادِ مِنْ مُرْسَلِ الْحَسَنِ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَيْشًا فِيهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ، فَتَأَخَّرَ لِيَشْهَدَ الصَّلَاةَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ مَا أَدْرَكْتَ فَضْلَ غَدْوَتِهِمْ، وَالْحَاصِلُ أَنَّ الْمُرَادَ تَسْهِيلُ أَمْرِ الدُّنْيَا وَتَعْظِيمُ أَمْرِ الْجِهَادِ، وَأَنَّ مَنْ حَصَلَ لَهُ مِنَ الْجَنَّةِ قَدْرُ سَوْطٍ يَصِيرُ كَأَنَّهُ حَصَلَ لَهُ أَمْرٌ أَعْظَمُ مِنْ جَمِيعِ مَا فِي الدُّنْيَا فَكَيْفَ بِمَنْ حَصَّلَ مِنْهَا أَعْلَى الدَّرَجَاتِ، وَالنُّكْتَةُ فِي ذَلِكَ أَنَّ سَبَبَ التَّأْخِيرِ عَنِ الْجِهَادِ الْمَيْلُ إِلَى سَبَبٍ مِنْ أَسْبَابِ الدُّنْيَا، فَنَبَّهَ هَذَا الْمُتَأَخِّرَ أَنَّ هَذَا الْقَدْرَ الْيَسِيرَ مِنَ الْجَنَّةِ أَفْضَلُ مِنْ جَمِيعِ مَا فِي الدُّنْيَا.انتهى كلامُ الإمامِ ابنِ دقيقِ العيدِ.

 

والحقُ أن المسلمين اِبْتـُـلوا منذ قرابة المائة عام بحكامٍ أضاعوا فرض الجهاد، فما عادت هناك غدوات في سبيل الله ولا رَوْحات، وما عاد يُنالُ هذا الشرف إلا بعمل أفرادٍ قلائلَ هنا وهناك، وإنه لما كان للجهاد وغداوته وروحاته هذا الفضل وتلك المكانة، فإنه حريٌّ بالمسلمين أن يغيروا حكامهم، وأن يغيّروا عليهم، فيقيموا لهم حاكمًا واحدًا، يحكمهم بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، ويقيم فيهم شرائع الإسلام التي ذروة سنامها الجهاد في سبيل الله، وإلى هذا ندعوكم أيها المسلمون لتعملوا مع العاملين لإقامة شرع الله في الأرض بإقامة دولة الإسلام وتنصيب خليفةٍ واحدٍ للمسلمين جميعًا  يقاتل من ورائه ويتقى به.


احبتنا الكرام: وحتى لقاءٍ آخر نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

آخر تعديل علىالجمعة, 29 أيلول/سبتمبر 2017

وسائط

2 تعليقات

  •  Mouna belhaj
    Mouna belhaj السبت، 30 أيلول/سبتمبر 2017م 10:12 تعليق

    بارك الله جهودكم الطيبة

  • إبتهال
    إبتهال السبت، 30 أيلول/سبتمبر 2017م 09:27 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع