مع الحديث الشريف

 

فكيف يَعْجَل من لا يعمل؟!

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ يَقُولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي». صحيح البخاري برقم 6340.

 

أيها المستمعون الكرام:  

 

إن الدعاء سلاح فعال بيد المسلم وأي سلاح، فهو عبادة وطاعة لله، فمتى التزم المسلم بأحكام هذه العبادة فأخذ بالأسباب وتذلل لله وخشع قلبه له رغبة ورهبة قطف ثمرة دعائه، ومن استعجل الإجابة دون الأخذ بالأسباب وقع في المحظور، ولم ينل من دعائه غير الكلمات، فاستجابة الدعاء مرتبطة بالأخذ بالأسباب وليس باستعجال الإجابة، وصور ذلك في السيرة النبوية كثيرة، نذكر منها يوم بدر، فقد دخل عليه الصلاة والسلام خيمته ورفع كفيه داعيا بعد أن أخذ بأسباب النصر، فجهز الجيش أولا ومن ثم قام بالدعاء ولم يعْجَلِ الإجابة.

 

أيها المسلمون:

 

وعلى هذا لا يجوز بحال من الأحوال أن ندعو الله؛ بل ونعجل الإجابة ونحن نرى الأمة تتمزق وتقتل شرقا وغربا ونحن نقف مكتوفي الأيدي، فرسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ بالأسباب لنقتدي به، فهو صلى الله عليه وسلم في الوقت الذي دعا الله أن ينجيه من طلب كفار قريش له عند الهجرة، وأن يرد كيدهم في نحرهم، خرج من بيته ليلا ليجد الكفار وقد أحاطوا بالدار؛ فقذف في وجوههم التراب. أما أن ندعو الله بدون عمل فلن يستجيب لنا، وبعد ذلك نقول دعونا ولم يستجب لنا، وما عدم استجابة الله لدعاء الأئمة على المنابر في هذه الأيام لنصرة الإسلام والمسلمين إلا لعدم تلبسهم بالعمل الصحيح للنصرة، فكيف يعْجَل من لا يعمل؟

 

اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم