الخميس، 26 محرّم 1446هـ| 2024/08/01م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مع الحديث الشريف - الحق يبقى حقا مهما كبر أو صغر

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحديث الشريف

الحق يبقى حقا مهما كبر أو صغر

 

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَخَاهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبٍ، أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ الْحَارِثِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «لَا يَقْتَطِعُ رَجُلٌ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ، وَأَوْجَبَ لَهُ النَّارَ»، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا؟ قَالَ: «وَإِنْ كَانَ سِوَاكًا مِنْ أَرَاكٍ». (سنن ابن ماجه 2335)

 

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

 

يخبرنا هذا الحديث الشريف بأمر عظيم تغاضى عنه بعض المسلمين وتجاوزوه في تعاملهم مع إخوتهم، فيخبرنا رسولنا الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأن حقوق العباد كبرت أم صغرت هي من الأمور المحرم الاعتداء عليها وتجاوزها، فمن أخذ حق غيره بغير وجه حق فقد وقع بالإثم العظيم الذي أشار إليه الحديث الشريف، فالله سبحانه وتعالى قد حرم الجنة على آكل حقوق الناس، فهو بذلك لا يستحق أن يكون من أهلها باعتدائه على غيره.

 

إن بعض المسلمين هذه الأيام يقعون في هذه المعصية العظيمة وهم يجهلون إثمها وما يترتب عليه من ظلم للنفس وظلم للغير، فقد بعد مجتمعنا عن شرع الله فغاب الوعي عنهم عامة وعن حكامهم خاصة، فتهاونوا في تطبيق شرع الله فوقع الناس في الإثم العظيم وجاروا على إخوتهم في الدين، بل إن بعض المسلمين يعلمون إثم هذا الفعل ولكنهم تهاونوا في شرع ربهم وحقوق إخوتهم فعظم الإثم وكبر.

 

لقد شدد الرسول الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في آخر الحديث على حقوق الناس فحدثنا بأن المسلوب مهما كان حجمه، صغر أم كبر، فهو ليس بحق لمن سلبه وهو آثم لا محالة، فبعض المسلمين اليوم يتهاونون في شرع الله ويستصغرون بعض الأمور وكأنه لا قيمة لها ولا حساب، فليحذر هؤلاء من عذاب الله والتهاون في حقوق الآخرين، فالعبرة ليست بحجم الحق بل العبرة بصاحب الحق لمن هو، فيجب علينا أن نعطي كل ذي حق حقه مهما كان حجمه في نظرنا، فليس نحن من يقدر حجم الإثم عند الله، بل المطلوب منا أن نطبق شرع الله كما هو، فلا خيار لنا بعد أن سلمنا أمرنا لخالقنا يدبر لنا أمور حياتنا بشرعه الذي أرسله لنا وطبقة رسولنا الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

 

 فاللهَ نسألُ أن نكون من الذين يعلمون الحق ويعيدون الحقوق لأصحابها، وأن يعجل لنا بالفرج القريب العاجل بأن يعجل لنا من يطبق شرع ربنا علينا، اللهم آمين.

 

أحبتَنا الكرامُ، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع