الجمعة، 27 محرّم 1446هـ| 2024/08/02م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مع الحديث الشريف - لا قتل إلا بإقرار الشرع

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحديث الشريف

لا قتل إلا بإقرار الشرع

 

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

حدثنا علي بن محمد وأبو بكر بن خلاد الباهلي، قالا: حدثنا وكيع عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق، عن عبد الله وهو ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ: الثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ". (2534 صحيح البخاري).

 

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

 

لقد أضحت الأمة هذه الأيام في حاجة ماسّة لإرشاد هذا الحديث وما يشابهه، وكأني رسول الله صلى الله عليه وسلم قد علم أن المسلمين من بعده سوف يستحلون دماء بعضهم بعضًا، ويقتل بعضهم بعضا بغير وجه حق.

 

إن هذا النص يبين لنا حُرمة قتل النفس المسلمة، فمن أسلم وشهد بأن الله تعالى هو وحده الخالق الباري الحاكم في كل شيء وأقرّ بنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته التي جاء بها إلى العالمين، فإن نفسه حرام، فإن حدث وقتلها أحد وجب على القاتل الحد، ولا تهاون في تطبيق الحد إلا بعفو أقره الشرع، كمسامحة أهل المقتول وعندها يلزم الدية، وحدّ القاتل هو القتل، أي أن القتل جائز في هذه الحالة استثناءً من عموم حُرمة القتل، والمُنفّذ هو الدولة، وهذه أول حال من الأحوال الثلاثة التي يرشد الحديث بجواز القتل فيها.

 

الحال الثانية التي تبيح دم المسلم هي أن يكون ثيبًا -أي متزوجًا- قد زنى، فهو قد ارتكب الفاحشة بعد أن حصّنه الله بالزواج! فاستحق عقوبة الله في الدنيا وهي القتل كحدّ جزاء سوء عمله.

 

أما الذين علموا الحق وذاقوا طعم الطاعة والعبودية لله والانصياع لأوامره، وأصبحوا من الذين تاب الله عليهم وهداهم لما ينجيهم من عذابه يوم القيامة، ثم بدلوا دينهم وتمردوا على الحق بعصيان أوامر الله تعالى، فهؤلاء حق عليهم حكم ربنا بإباحة قتلهم ليكونوا عبرة لمن يعتبر، وردعًا لغيرهم، وهذه هي الحال الثالثة.

 

الله نسأل أن يهدينا الحق ويرزقنا اتباعه ويعيننا على الابتعاد عن معصيته، وأن يجعلنا من الذين يقيمون شرعه في الحياة الدنيا، وأن نلقاه ونحن له مسلمين، اللهم آمين.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح

آخر تعديل علىالثلاثاء, 06 شباط/فبراير 2018

وسائط

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الأربعاء، 07 شباط/فبراير 2018م 13:43 تعليق

    اللهم اهد المسلمين إلى سبيل الرشاد وارزقهم حسن اتباعه

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع