الجمعة، 27 محرّم 1446هـ| 2024/08/02م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مع الحديث الشريف - فقه المصالح جعل الأمة تعيش الضعفَ قوة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مع الحديث الشريف

فقه المصالح جعل الأمة تعيش الضعفَ قوة

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبةُ في كلِّ مكانٍ، في حلقةٍ جديدةٍ من برنامجِكم "مع الحديثِ الشريف" ونبدأ بخيرِ تحيةٍ، فالسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.

 

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ». صحيح مسلم برقم 1718.

 

أيها المستمعون الكرام:  

 

لقد بين لنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم معنى الإحداث حيث قال: «إِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ، فإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ»، فالإحداث إذن الابتداع، وقد رأى ابن مسعود رضي الله عنه أناسا جالسين في المسجد يكبرون مائة ويهللون مائة ويسبحون مائة، فوقف عليهم وقال: ما هذا الذي أراكم تصنعون؟ قالوا: يا أبا عبد الرحمن حصى نعد بها التكبير والتهليل والتسبيح، فنهاهم وغلظ عليهم القول.

 

أيها المسلمون:

 

لقد أتم الله سبحانه لنا الدين وأكمله، فأحكام الإسلام جاءت شاملة لتعالج جميع نواحي الحياة، وجميع علاقات الإنسان من خلال الأحكام نفسها ومن خلال قواعد كلية وعامة، ومن خلال اللغة العربية التي تتسع الكلمة فيها لأكثر من معنى، وبالتالي كانت أحكاما تستوعب كل المستجدات في كل الأزمنة، وهنا نفهم معنى أن يكون الإسلام صالحا لكل زمان ومكان، إلا أن الضعف في الفقه واللغة العربية الذي انتاب الأمة دفع بعض العلماء خاصة والأمة عامة لأن يُحدِثوا في دين الله ما ليس منه، ففتحوا باب المصالح والمقاصد على مصراعيه، وأشْرَعوا باب المنافع، وخرجوا لنا بفقه جديد أسموه "فقه الموازنات"، فصار العقل عندهم فوق الشرع، وكان هذا كافيا لضياع الأمة وابتعادها عن دينها ومنهج ربّها، وحكمها بقوانين غربية وضعية، بدل قوانين وأحكام الإسلام الربانية، فصار مقبولا عند الأمة أن تعيش الضعف قوة، وأن تعيش التفكك وحدة، وصار مقبولا عندها الاكتفاء بصلاة وزكاة وعمرة وحج ولو كانت بلادها محتلة، وصار مقبولا عندها أن تطبق عليها أحكام الغرب ودساتيره، وأن تحارب من يعمل للخروج على هذا الواقع، ففقه المصالح وفقه الموازنات يبرر لها ذلك؛ بل ويبرر لها محاربة من يعمل لإقامة الخلافة الثانية الراشدة على أنقاض هذه الأنظمة.

 

اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع