الجمعة، 27 محرّم 1446هـ| 2024/08/02م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مع الحديث الشريف - القضاء بين الأمس واليوم

بسم الله الرحمن الرحيم

مع الحديث الشريف

القضاء بين الأمس واليوم

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبةُ في كلِّ مكانٍ، في حلقةٍ جديدةٍ من برنامجِكم "مع الحديثِ الشريف" ونبدأ بخيرِ تحيةٍ، فالسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.

 

عن عليِّ بن أبِي طالب رضي الله عنه، قال: قال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إذا تَقَاضَى إِليكَ رَجُلانِ، فَلا تَقْضِ لِلأوَّلِ حَتَّى تَسْمَعَ كَلامَ الآخَر، فَسَوفَ تَدري كيفَ تَقضِي». رواه أحمد برقم 690.

 

أيها المستمعون الكرام:

 

إن الإسلام وقف من القضاء موقفا حاسما، إذ جعل للقاضي شروطا كالبلوغ والعقل والحرية والإسلام والذكورة والعدالة والاجتهاد وسلامة الحواس، ذلك لأن في القضاء نصرةً للمظلوم وقمعاً للظالم، وفيه أداء للحقوق وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، بل بالقضاء تقوم المجتمعات وتسعد الأمة بعد أن تأمن على نفسها ومالها، لتتفرغ بعد ذلك لعبادة ربها وما يُصلح لها دينها ودنياها.

 

أيها المسلمون:

 

في الوقت الذي منع فيه الإسلام ولاة الأمر من التدخل في عمل القاضي للمحافظة على نزاهة القضاء، وفرض ضمانات لاستقلاله وزرع الثقة فيه بين الناس، وفي الوقت الذي جعل فيه الإسلام للقاضي مركزا مرموقا، إلا أن القاضي هذه الأيام لا يستطيع أن ينال هذه المكانة المرموقة، ذلك لاختلاف الواقع بين الأمس واليوم، فقاضي اليوم تحيط به قوانين الرأسمالية وأجواؤها المبنية على المصالح والقياس العقلي، فبعد غياب الدولة الإسلامية وأحكام الله من واقع الأمة، وبعد تطبيق قوانين الغرب الرأسمالية على المسلمين، صار العقل مقياسا يرجع إليه باسم الشرع، فلا غرابة بعد ذلك أن نسمع القضاة في البلاد الإسلامية يحكمون على من تلبس بالعمل لإعادة حكم الله إلى الأرض بالسجن سنوات طويلة، يحكمون على من يعمل عمل الأنبياء، يحكمون على من يعمل لإعادة الخلافة الثانية الراشدة إلى الأرض من جديد، ﴿أَلَا سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ﴾.

 

اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شَعْثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع