الحديث الشريف

إقامة حدود الله، ففيها الخير كله

 

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

حدثنا هشام بن عمار، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا سعيد بن سنان، عن أبي الزاهرية، عن أبي شجرة كثير بن مرة، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إقامة حد من حدود الله خير من مطر أربعين ليلة في بلاد الله عز وجل». (صحيح البخاري 2537).

 

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

 

إن هذا الحديث الشريف ينبهنا لأمر يحبه الله سبحانه وتعالى ويقربنا منه وتصلح به حالنا ويستقيم مجتمعنا، ألا وهو إقامة الحدود، وهي عقوبات حدّدها الشرعُ تنفّذ على من تجاوز حدًّا من حدود الله، تزجر الآخرين عن ارتكاب المثل، ولله حكمته في وضعها وتحديدها، ولكن يجب أن ندرك أن في تطبيق الشرع صلاح المجتمع والناس، فالله لم يشرّع أمرًا إلا وفيه منفعة لنا في الدنيا والآخرة.

 

يصوّر هذا الحديث خير تطبيق الحدود بخير مطر أربعين ليلة، فكما أن المطر يتساقط على الأرض فيحييها ويجعلها خضراء تسر الناظرين، فإن تطبيق الحدود يحيي الناس ويرتقي بهم وينشر الطمأنينة والسرور بينهم، وهذا التشبيه ليس عبثًا، بل لتصوير عظمة الخير الحقيقي الذي يجلبه تطبيق حكم الله في الأرض.

 

إننا إذا طبقنا شرع ربنا واجتنبنا معصيته والتزمنا حدوده رزقنا الله الخير كله. وهنا يجب الإشارة إلى أن الحدود التي وضعها الله سبحانه وتعالى- وكذلك العقوبات التعزيرية- لا ينفّذها إلا ولاة الأمور الذين وكّلهم الناس ليحكموهم بشرع الله، ولا يحق لغيرهم تنفيذها على الناس، ولا لحكام لا يحكمون بشرع الله في كل صغيرة وكبيرة، كحكامنا اليوم.

 

الله نسأل أن يهيئ لنا من يقيم الحدود فينا ويطبق علينا شرعك، وأن تجعل أمورنا بيد إمام نحبه وترضى عنه، اللهم آمين.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح