بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

مع الحديث الشريف

هل للأنصار من عودة؟

 

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

   عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لَوْ أَنَّ الْأَنْصَارَ سَلَكُوا وَادِيًا أَوْ شِعْبًا لَسَلَكْتُ فِي وَادِي الْأَنْصَارِ، وَلَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنْ الْأَنْصَارِ». رواه البخاري برقم 3568. 

   حب عظيم وعلاقة رائدة بين رسولكم الكريم صلى الله عليه وسلم وبين الأنصار رضي الله عنهم، حب يتناسب مع واقع الأنصار والنصر الذي أجراه الله على أيديهم، وعلاقة ترتبط بوشائج المحبة والمسحة الروحية التي أتت بالنصر المبين للدعوة، فتحول المجتمع المكيّ من حال إلى حال، فتحولت الدعوة المستضعفة إلى قوة وأحكام مطبقة، نعم تحولت المشاهد، تحول مشهد "اعل هبل" إلى مشهد "الله أعلى وأجلّ"، كما تحولت "أحدٌ أحدٌ" من فم بلال رضي الله عنه، إلى رسائل يبعث بها النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر، "من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس، سلام على من اتبع الهدى، أسلم تسلم، فإن أبيت فإن إثم المجوس عليك".

 

أيها الجيوش:

 

    يا أهل القوة والمنعة، كيف تحولت الدعوة من حالة الاستضعاف إلى حالة القوة؟ كيف حالكم اليوم وقد علق الله النصر بأيديكم؟ أتراكم تحبون الله ورسوله؟ أتراكم ستسلكون ما سلك الأنصار؟ أتراكم ستكونون أنصار اليوم؟ ماذا تنتظرون؟ فالإسلام لا يسود إلا مرتين، مرة بأنصار الأمس ومرة بكم اليوم، وهذا الشرف لن يناله إلا من كان بموقعكم، فاسلكوا فجَّهم لتنالوا محبة رسولكم صلى الله عليه وسلم، لتنالوا شرف السبق في عودة الإسلام ليحكم الأرض على أيديكم، فأمر الأمة اليوم لا يصلح إلا بما صلح به أوله. 

 

   اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

   أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 

 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم