مع الحديث الشريف

إشهار السلاح في وجه المسلم

 

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: وحدثنا المغيرة بن عبد الرحمن، عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: وحدثنا أنس بن عياض، عن أبي معشر، عن محمد بن كعب وموسى بن يسار، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «من حمل علينا السلاح فليس منا» (صحيح البخاري 2575).

 

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

 

إن هذا الحديث الشريف يتعلق بجماعة المسلمين وصفة الخارج من صفوفهم، فيخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن إحدى الأمور التي تجعل المسلم خارجًا من جماعة المسلمين هو رفعه السلاح في وجه أخيه المسلم.

 

ضروري جدًا الوقوف عند هذا الحديث، مع الفتن التي نواجهها هذه الأيام، فقد أضحى المسلمون يرفعون السلاح في وجوه بعضهم بعضا، لا لغاية ترضي الله بإعلاء كلمته ورفع راية التوحيد، ولا للقضاء على الفتن ومحاربة أعداء الدين الذين يكيدون لنا صباح مساء، وإنما من أجل أجندة رخيصة للكافر المستعمر في بلادنا، بل وأحيانًا من أجل بضعة دراهم أو كرسي زائل اغتصب من أهله غصبًا... لذلك وجب الوقوف على هذا الحديث، فعلى المسلم الذي رفع السلاح في وجه أخيه من أجل أهداف دنيئة لأعداء الإسلام والمسلمين أن يعيد النظر في سلوكه الذي ينكره الشرع وشدد على حرمته ويتوقف فورًا عن فعله الذي سيكسبه الإثم العظيم ويهلكه، عليه أن يتوقف فورًا عن هذا السلوك الشاذ المخالف للإسلام وشرعه ويسارع بتوبة نصوحة لله سبحانه وتعالى. فهذا الفعل القبيح الذي انتشر في شرق البلاد ومغاربها يجب أن يوقفه فاعلوه، فهم من الأمة الإسلامية وهم منها، ولا الجهل ولا ضعف النفوس والانسياق مع الماكرين منجيهم من عذاب ربهم يوم الحساب، ولا الذين اتُبِعوا وأولوا لهم النصوص زورًا وبهتانًا... يجب أن يضعوا هذا الحديث نصب أعينهم، ويتذكروا أن الشيطان نفسه سيتبرأ ممن اتبعه وسار معه في طغيانه، فما بالك بالناس الذين سولت لهم أنفسهم المنكر.

 

الله نسأل أن يرشد من ضل منا إلى الصواب، وأن يرفع الغمام عن أعين المسلمين، وأن يعجل بالفرج لهذه الأمة، أمة محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم آمين.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح