مع الحديث الشريف

خيانة الحكام ووعي الأمة

    

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

   عن جابر بن سمرة رضي الله عنهما قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ كَذَّابِينَ، فَاحْذَرُوهُمْ». رواه مسلم برقم 5438.

   دارت الأيام والشهور والسنون لتضعنا أمام هذا الحديث الشريف، أمام الكذابين وعلى رأسهم الحكام، حيث ورثوا الكذب والخيانة صاغرا عن صاغر، ابتداءً من كبيرهم الذي علمهم الكذب والخيانة عبد العزيز بن سعود مرورا بآل صباح وآل مكتوم وببعث سوريا والعراق وعبد الناصر، وانتهاء بعبيد اليوم أمثال محمد بن سلمان والسيسي وبشار غيرهم.

 

أيها المسلمون:

 

   لسنا الآن بصدد بيان كذب الحكام بعد أن فضح الواقع أعمالهم وخياناتهم، ولسنا بكلامنا عنهم بعد هذه السنوات العجاف من حكمهم لتستبين الأمة أمرهم، فهم ومنذ فجر وجودهم مكشوفون مفضوحون، ورغم ذلك لم يحصر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الكذب فيهم عندما قال: «إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ كَذَّابِينَ، فَاحْذَرُوهُمْ»، فقد استنفدوا وقتهم في الكذب على الأمة، إلا أن الأمة بعد هذا الكذب وبعد هذه الخيانات والمؤامرات استفاقت على حالة من الوعي ليس على حكامها فقط؛ بل على علمائها وفقهائها الذين طالما سوّقوا للحكام كلامهم وزينوا لهم أعمالهم، فلم تعد تنطلي عليها أقوالهم؛ ذلك أن الحكام استغلوهم أبشع استغلال، ففضحوا أمرهم وكشفوا سترهم، وأصبحوا في عيون الأمة خائنين كحكامهم، وقديما قال سلطان العلماء العز بن عبد السلام:  "من نزل بأرض قد تفشى فيها الزنا، فحدث الناس عن حرمة الربا فقد خان".

 

   اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

   أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 

   

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم