مع الحديث الشريف

بقاء الحال من المحال

 

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الطَّائِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ ابْنُ عَوْفٍ: وَقَرَأْتُ فِي أَصْلِ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ضَمْضَمٌ، عَنْ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ يَعْنِي الْأَشْعَرِيَّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: »إِنَّ اللَّهَ أَجَارَكُمْ مِنْ ثَلَاثِ خِلَالٍ: أَنْ لَا يَدْعُوَ عَلَيْكُمْ نَبِيُّكُمْ فَتَهْلِكُوا جَمِيعًا، وَأَنْ لَا يَظْهَرَ أَهْلُ الْبَاطِلِ عَلَى أَهْلِ الْحَقِّ، وَأَنْ لَا تَجْتَمِعُوا عَلَى ضَلَالَةٍ« (سنن ابن داوود 3768).

 

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

 

إن هذا الحديث الشريف يبشر بخير كثير ونعم من الله؛ لقد أنعم الله سبحانه وتعالى علينا بنبي عزيز عليه ما عنتنا رؤوف بنا رحيم، لم يدع للناس إلا بالخير والهدى والنجاة من الهلاك، كما خصّه سبحانه وتعالى بما لم يخصّ به أحدًا من العالمين ألا وهي الشفاعة، فمن شفع له رسول الله صلى الله عليه وسلم نجا من النار ودخل الجنة، وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم: ادعُ لنا ربك يجعل لنا الصفا ذهبًا، فإن أصبح لنا ذهبا اتبعناك، فأتَاه جبريل فقال: إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول: "إن شئت أصبح لهم الصفا ذهبا، فمن كفر بعد منهم عذّبته عذاباً لا أعذّبه أحداً من العالمين، وإن شئت فتحت باب التوبة والرحمة"، قال: "يا رب، بابَ التوبة والرحمة".

 

الأمر الأخير الذي تفضل به الله علينا هو أن أجارنا من أن يظهر أهل الباطل علينا ويبقى السلطان لهم متسلطين علينا وظالمين، بل جعل الخاتمة للحق وأهله ووعد بإنزال النصر عليهم إن هم اتبعوا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وساروا على هديه.

 

أحبتَنا الكرامُ، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  

 

 

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح