مع الحديث الشريف

أفضل الأعمال

 

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ أَنَّهُ: سَمِعَ جُنَادَةَ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ يَقُولُ: إِنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «الْإِيمَانُ بِاللَّهِ وَتَصْدِيقٌ بِهِ وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ". قَالَ: أُرِيدُ أَهْوَنَ مِنْ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "السَّمَاحَةُ وَالصَّبْرُ". قَالَ: أُرِيدُ أَهْوَنَ مِنْ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "لَا تَتَّهِمِ اللَّهَ فِي شَيْءٍ قَضَى لَكَ بِهِ" (مسند أحمد بن حنبل 22196).

 

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

 

 في هذا الحديث الشريف يجيب الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام رجلًا في سؤاله "أي العمل أفضل؟" بأنه الإيمان بالله والتصديق والجهاد، فكان الإيمان بالله قبل الجهاد، وكان الإيمان أفضل العمل، ولكن ثقل على الرجل الجهاد فسأله ما هو أسهل، فقال السماحة والصبر، بأن يكون الرجل عفوًا سمحًا صبورًا حليمًا، وهذا لا يعني بدون إيمان بالله وتصديق، فسأله الرجل ما هو أسهل، فقال صلى الله عليه وسلم "لا تتهم الله في شيء قضى لك به"، أي التسليم بقضاء الله والرضا بقدره والاستسلام لله سبحانه وتعالى وعدم التذمر والشكوى من إرادته، فهو صاحب الحق في كل شيء، وهو العليم الحكيم. علينا العمل بكل جهدنا للوصول إلى رضا الله سبحانه وتعالى، والسعي الحثيث لنيل الدرجات العليا بالعمل الصالح وتجنب الذنوب.

 

الله نسأل أن يعيننا على ما كلفنا به، وأن يجعل أمرنا سهلًا، وأن ييسر لنا الارتقاء بأنفسنا إلى أعلى الدرجات التي يحبها ويرضاها، الله آمين.

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح