مع الحديث الشريف

الوعي على الواقع وطريقة تغييره من العلم الذي ينتفع به

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ». رواه مسلم برقم 1631.

 

أيّها المستمعون الكرام:

 

لا شك أن الإسلام أراد الخير بالإنسان، وهذا الحديث يؤكد هذه الحقيقة، فقد ترك للإنسان فسحة بعد موته لينال المزيد من الأجر والثواب، فإذا ترك ولدا صالحا أو علما نافعا أو صدقة جارية بعد موته، كان ذلك في صحيفته يوم القيامة، فعلى الرغم من انقطاعه عن الدنيا بالكامل إلا أن الله سبحانه أكرمه بهذا الخير العميم.

 

أيها المسلمون:

 

وفي الحديث «انقطع عمله» إشارة إلى نوع العمل الذي أراده الله سبحانه لنا في هذه الدنيا قبل أن ينقطع، فالأصل في العمل أن يكون في طاعة الله قبل الموت وبعده، فمثلا: من العلم الذي ينتفع به قبل الموت وبعده في هذه الأيام الحالكة، هو العلم الذي يقف على حقيقة حال الأمة اليوم وما آلت إليه، والعلم الذي يقف على الطريقة الشرعية للعمل لتغيير هذا الحال، والوعي على أحكام هذه الطريقة، وكذلك الوعي على نظام الحكم الأصيل والوحيد في الإسلام حيث لا يطبق الإسلام إلا من خلاله، وهو الخلافة.

 

اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم