مع الحديث الشريف

النصر والتمكين لمن عمل للخلافة

 

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، وَقَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ فِي حَدِيثِهِ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بَشِّرْ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِالسَّنَاءِ، وَالنَّصْرِ، وَالتَّمْكِينِ، فَمَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ عَمَلَ الْآخِرَةِ لِلدُّنْيَا، لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي الْآخِرَةِ نَصِيبٌ». (مسند أحمد 20777).

 

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

 

إن هذا الحديث الشريف يبشرنا بالرفعة والعلو والنصر والتمكين، ولهذه الأمة بأن تكون في أعلى المراتب وأفضلها وسيدة البشرية كلها، وهذا الأمر لا يتحصل بكوننا أمة محمد صلى الله عليه وسلم فقط، بل بالسير على خُطا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم. إن الله قد وعد النصر لمن ينصره، للذين يطبقون أحكام الله سبحانه وتعالى ويتبعون شرعه، والتمكين يكون لهؤلاء العدول الأتقياء الأنقياء، لا يكون لفاسق ولا ظالم ولا كافر، بل للمسلمين العاملين لتطبيق شرع الله على الناس أجمعين، واصلين ليلهم بنهارهم لرفعة هذا الدين، وإن حصل وتمكّن أعداؤنا منا فهذا لأننا بعدنا عن مقومات التمكين ودين ربنا والتزام أمره.

 

يشير الحديث الشريف في آخره إلى أن من عمل عملًا هو في أصله قربى وللآخرة عمله للدنيا ولنيل حظ منها، فلن يكون له نصيب من الأجر في الآخرة من هذا العمل، فمن قدم دنياه على آخرته قد خسر الخسران المبين، وحرم نفسه الأجر.

 

الله نسأل أن يجعلنا من أهل الرفعة والسناء، وأن يمكننا وينصرنا، ويهيئنا للعمل للآخرة قبل الدنيا وتطبيق شرعه، اللهم آمين.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح