مع الحديث الشريف

ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي قَابُوسَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ، الرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ، فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلَهُ اللَّهُ وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعَهُ اللَّهُ» (كتاب جامع الترمذي 1930).

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

إن هذا الحديث يتكلم عن الرحمة، وهي صفة لله سبحانه وتعالى، وخصّ نفسه بالرحمن الرحيم، لهذا نحن نعيش حياة تملؤها نعم الله ورحمته وعطاياه.

أوحى لنا الله سبحانه وتعالى بواسطة نبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام أن من يطمع في رحمة الله تعالى فعليه أن يرحم خلقه في الأرض حتى يستحقها، والرحم اشتق اسمها من اسم الرحمن فاتصلت به، كما في حديث عبد الرحمن بن عوف مرفوعًا: "أَنَا الرَّحْمَن، خَلَقْت الرَّحِم وَشَقَقْت لَهَا اِسْمًا مِنْ اِسْمِي"، فكانت دلالة على أهميته، واستحقاقه العطاء الكبير.

وحذّر الله من قطيعة الرحم، وجعل قطعها كقطع الله عز وجل، بهذا من قطعها حرم نفسه من الرحمة التي وعدها الله للواصلين الموصلين.

الله نسأل أن يزيد التراحم بين المسلمين، ويزيد الوصل والود، اللهم آمين.

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح