الجمعة، 24 ربيع الأول 1446هـ| 2024/09/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

مع الحديث الشريف

 

أين تمضي بنا أعمارنا؟!

 

    نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

   عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: «كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ». رواه البخاري برقم 6053.

 

أيّها المستمعون الكرام:  

 

   قوله عليه الصلاة والسلام «كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ»: قال الطيبي: ليست أو للشك؛ بل للتخيير والإباحة، والأحسن أن تكون بمعنى بل، فشبه الناسك السالك بالغريب الذي ليس له مسكن يأويه ولا مسكن يسكنه، ثم ترقى وأضرب عنه إلى عابر السبيل؛ لأن الغريب قد يسكن في بلد الغربة بخلاف عابر السبيل القاصد لبلد شاسع وبينهما أودية مردية ومفاوز مهلكة وقطاع طريق، فإن من شأنه أن لا يقيم لحظة ولا يسكن لمحة.

 

أيها المسلمون:

 

   إن هذا الحديث يحذرنا من الركون للدنيا والتعلق بها، بل علينا أن نتذكر دائما أن حالنا فيها كحال الغريب، الذي إذا دخل بلدة لم ينافس أهلها في مجالسهم، ولا يعلق قلبه بشيء فيها، بل يظل معلقا بالرجوع إلى مكانه الأصلي، وكحال عابر السبيل الذي قطع المسافة إلى مقصده، ليخفف من الأثقال، غير متشبث بما يمنعه عن قطع السفر، معه زاده وراحلته فقط ليبلغانه مقصده. نعم، هكذا يجب أن يكون حالنا في الدنيا، فبقاؤنا فيها إلى زوال، وسينتهي بنا المقام إلى الوقوف بين يدي الله سبحانه، ليسألنا عمّا قدمنا في سفرنا هذا، هل عملنا لمرضاة الله؟ هل عملنا لتطبيق شرعه بعد أن غاب عن الوجود؟ هل عملنا لإعادة الخلافة التي هدمها الغرب الكافر؟ فأين تمضي بنا الأيام إن لم نتعظ؟ أين تمضي بنا الأعمار إن لم نعمل لذلك؟

 

    اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

   أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 

 

                                                                                  كتبه للإذاعة: أبو مريم

 

آخر تعديل علىالسبت, 12 أيار/مايو 2018

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع