الجمعة، 24 ربيع الأول 1446هـ| 2024/09/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مع الحديث الشريف - الجاهلية تحت الأقدام من جديد

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

مع الحديث الشريف

الجاهلية تحت الأقدام من جديد

    

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

   قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع: «أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمَيَّ مَوْضُوعٌ». رواه مسلم برقم 1218.

   إن الإسلام لم يأتِ ليكون شريكا للجاهلية، ولا ليتقاسم معها الحكم، ولا ليساومها ويصالحها على إدارة شؤون الناس، بل جاء ليقوم بالقسط وبالحق ليعلو ويرتفع بالناس على أنقاضها، ومهما كلّف الأمر من عناء وتضحيات، فهذا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يسطّر منذ فجر وجوده في المدينة بعد أن أصبح حاكما فيها، كلمات تكتب بماء الذهب "المسلمون أمة واحدة من دون الناس"، بهذا وضع عليه الصلاة والسلام الأمة مكانتها التي أرادها الله تعالى لها، لتنطلق كدولة وكأمة في صناعة التاريخ، فعاشت الأمة بعدها قرونا تمتشق العزة سلاحا، وتنعم بالسيادة، تصدح بالتكبير وتتغنى بالقرآن، متلمسة دروب المجد تاريخا من العطاء.

 

أيها المسلمون:

 

   لقد ولّى تاريخ الإشراق هذا بهدم الدولة، وبزوال الوثيقة، ولم تعد الجاهلية تحت الأقدام، بل أصبحت في المركز، وتنادى البعض من الناس والعلماء والحكام والفقهاء أن اغدوا إلى حرثكم إن أردتم قطف الثمار، وهلعت الأمة تحت تأثير السياط تارة، وتحت إبر الجهل والتخدير تارة أخرى لتنال من ثمار الرأسمالية، وتغرق في فجورها، فأكلت الربا وتعرّت وسقطت في بحر من الظلام، تلطمها أمواج الكفر من كل الجهات، أمواج سياسية واجتماعية واقتصادية، فأصبحت كالريشة في مهب الرياح، لا تعرف المستقر.

 

   وتستفيق الأمة بعد أن علت فيها أصوات الآهات، وبعد أن سالت الدماء والعبرات، تستفيق على أصوات الثورات، تطالب بإسقاط الأنظمة، وعودة الخلافة، عودة الدولة التي أسس قواعدها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، نعم ستعود قريبا بإذن الله تعالى، لتزيل الجاهلية من جديد ولتضعها مرة أخرى تحت الأقدام، ولتكتب الوثيقة مرة ثانية، إن هذا لكائن قريبا بإذن الله، وما ذلك على الله بعزيز.

 

    اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

   أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 

 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع