مع الحديث الشريف

لن ينجو أحد منا بعمله

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَارِبُوا وَسَدِّدُوا وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَنْ يَنْجُوَ أَحَدٌ مِنْكُمْ بِعَمَلِهِ، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْتَ، قَالَ: وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ». رواه مسلم برقم 2816.

في الحديث إشارة إلى عدم اغترار الإنسان بعمله، بل عليه أن يستقلّه، فيشعر دائما أنه قليل، ويشعر بالتقصير في جنب الله سبحانه وتعالى، صحيح أن العمل سبب لدخول الجنة، ولكن علينا أن لا نعجب به لدرجة أن ننسى فضل الله تعالى علينا ورحمته ابتداء، فعملنا لن يصل بنا إلى مرضاته سبحانه وتعالى إلا برحمته عزّ وجلّ، وهذه قاعدة عامة شملت حتى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.

أيها المسلمون:

إن ما نراه اليوم من اكتفاء بعض أبناء الأمة وقادة الحركات على وجه الخصوص بالصلاة والصيام، وجعلهم هذه الشعائر واجهة لهم أمام المسلمين ليبرروا سلوكهم المشين، ليدفع بالأمة إلى نبذهم ونبذ أعمالهم، فتراهم يجالسون الحكام المجرمين الذين أثبتوا أنهم عملاء للغرب بامتياز، ونراهم يسيرون وفق مخططاتهم ومشاريعهم المخزية، رغم وصولهم إلى مرتبة الشرف بل مرتبة العار في التخاذل والانبطاح على جميع الأصعدة، أتراهم بعد ذلك يشترون رحمة الله ببعض صلاة وصيام؟ ويحهم كيف يفكرون وما الذي يفعلون؟

اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 

كتبه للإذاعة: أبو مريم