بسم الله الرحمن الرحيم

مع الحديث الشريف

ما بالُ الأمة تتقاعس عن العمل للخلافة؟

    نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

   عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَضَّرَ اللَّهُ عَبْدًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا، ثُمَّ بَلَّغَهَا عَنِّي، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرِ فَقِيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ». رواه ابن ماجه برقم 232.

   إنها دعوة ميمونة مباركة من رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لمن حفظ حديثه ووعاه وفهمه وبلّغه للناس، ومن منا لا يطمع بهذه الدعوة الطيبة؟ ومن منا لا يحب أن يكتسي وجهه بالنضرة والحسن والبهاء؟ إنها دعوة تنسجم مع مراد الله سبحانه وتعالى، أن نتفقّه في الدين وأن نبلغه للناس جميعهم، وكيف لا نفعل وما نزلت الأحكام إلا من أجل ذلك ومن أجل إسعاد البشر؟

أيها المسلمون:

   إن هذا الحديث في حقيقته إرشاد لسنة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بأن نتابعها ونتّبعها فهما وعملا، قولا ونشرا بين الناس، فنتدارسها ونعمل بما جاء فيها، فلا عمل على وجه الأرض هذه الأيام أكثر أهمية وأكثر أجرا وثوابا من هذا العمل المفضي إلى تطبيق أحكام الله سبحانه وتعالى كاملة في الأرض، بعد أن غابت عن الوجود، وحلّت مكانها قوانين الغرب الكافر، ودساتيره الرأسمالية الخاطئة الكافرة، لا عمل على وجه الأرض أعظم من العمل لإيجاد الخلافة، تلكم الدولة الوحيدة التي طبقت الإسلام كاملا أربعة عشر قرنا من الزمان. فما بال الناس تسكت عن هذا الفرض؟ ما بال الأمة تتقاعس عن العمل لإيجاده؟

    اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

   أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 

كتبه للإذاعة: أبو مريم