- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
طاعة الله فوق الأنساب والأحساب
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ». رواه مسلم برقم 4873.
إن الله سبحانه وتعالى رتب الأجر والثواب على الأعمال، لا على الأنساب أو الأحساب، فالإنسان بأعماله وأفعاله، ولكن أي أعمال وأي أفعال؟ إنها الأعمال التي جاءت وفق مقياس الشرع، فما قبله الشرع من أعمال فهو حسن، وما قبحه فهو قبيح، فمقياس أعمال الإنسان حسنة كانت أم قبيحة هو الشرع، لا دخل لعقل الإنسان فيها، لأن العقل عاجز وناقص ومحدود، وبالتالي لا يستطيع أن يحدد ما ينفعه وما يضره.
أيها المسلمون:
حذارِ حذارِ من أن يغترَّ أحد منكم بنسبه، أو بعائلته وقبيلته، فهذه الرابطة حسب العقل والهوى طيبة ومقبولة، ولكن في ميزان الشرع لا قيمة لها. هاكم سلمان الفارسي وبلال الحبشي وصهيب الرومي وأبا بكر القرشي رضي الله عنهم اجتمعوا إخوةً في الله مع أنهم من قبائل شتى، وهاكم أبا عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه، فقد ورد أنه قتل أباه في غزوة بدر، فنزل قوله تعالى: (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ)، نعم؛ هكذا فهم الصحابة هذا الدين، فعملوا به، فهموه طاعة لله ولم يفهموه طاعة للأنساب والأحساب، فهموه طاعة لله ولم يفهموه طاعة للعباد أو الحكام الفجّار.
اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
كتبه للإذاعة: أبو مريم
وسائط
1 تعليق
-
شكرا للتوضيح المستنير ، أنار الله دربكم وأعلى صوتكم ونفع بكم