- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
الطواف حول فكرة الخلافة
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا جُعِلَ الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ، وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَرَمْيُ الْجِمَارِ لِإِقَامَةِ ذِكْرِ اللَّهِ». رواه الترمذي برقم 1888.
إن الطواف بالبيت الحرام شعيرة من شعائر الله تعالى، وهو ركن من أركان الحج والعمرة، اختصت به الكعبة المشرفة دون غيرها من الأماكن، كما اختصت بالصلاة إليها، فهو فضل وأي فضل؟ فصار الطواف عبادةً مرتبطة بالكعبة، حيث ترنو إليها أعين الناس وتهفو إليها أفئدتهم، فنالت هذا الشرف، ومن طاف حول غيرها فقد أشرك.
أيها المسلمون:
والطواف حول الكعبة في صورته الأكبر؛ يعني دورانا حول الإسلام وأحكامه، ويعني دورانا حول الكتاب والسنة، فمن دار حول غيرهما فقد أشرك، وما نراه اليوم من دوران حول الديمقراطية والعلمانية والرأسمالية، من قبل حكام الضرار وعلماء السلاطين وبعض الجماعات والأفراد، إنما هو في حقيقته شرك بالله، فكيف يتعبد هؤلاء ربهم بقوانين الغرب الكافر وبدساتيره العفنة؟ كيف يتعبد أصحاب النفوذ وأصحاب الفكر ربهم بالتزامهم بفكرة فصل الدين عن الحياة؟ كيف يتعبد قادة الحركات ربهم بالقبول بحكام عملاء، وبدول كرتونية مسخ أوجدها الكافر المستعمر لتقسيم الأمة وشرذمتها؟ لذلك لا بد من إعادة تحديد القبلة عند هؤلاء من جديد، ولا بد من العمل وبكل قوة لإعادة الكتاب والسنة موضع التطبيق؛ فتطوف الأمة حول العمل لإيجادهما في واقع الحياة، ولتكبر الله ولتحمده، أن أنعم الله عليها بالدعوة إلى الخلافة.
اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
كتبه للإذاعة: أبو مريم