- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
لغة الخطاب مع الحكام
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَقُولُوا لِلْمُنَافِقِ سَيِّدٌ، فَإِنَّهُ إِنْ يَكُ سَيِّدًا فَقَدْ أَسْخَطْتُمْ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ». رواه أبو داود برقم 4977.
نهى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن مخاطبة المنافق بلفظ سيّد، وعلة النهي مغضبةٌ الله تعالى، ففي تعظيم المنافق بجعله سيدا في قبيلته أو قومه وهو لا يستحق ذلك غضب من الله تعالى، وإذا لم يكن سيدا في قبيلته أو قومه فيكون خطابه بالسيّد نفاقا وكذبا، وكيف ينادى بالسيد وهو ليس كذلك؟!.
أيها المسلمون:
إن واقع ما نراه اليوم من قيام الكثير من الناس وعلى رأسهم قادة الحركات الإسلامية العاملة لتغيير واقع الأمة من مخاطبة الحكام وأتباعهم ونعتهم بالأسياد، وهم المنافقون وهم المارقون من الدين، وهم الذين يعملون ليل نهار في محاربة أبناء الأمة المخلصين، إن هذا الواقع المهين والمشهد الأليم المتمثّل في جلوس قادة الحركات الإسلامية العاملة لتصحيح الواقع وترقيعه من خلال الحكام في بلاد المسلمين، لهو أعظم من مخاطبتهم ونعتهم بالأسياد، فقد ثبتت وبالرؤية الشرعية خيانتهم ونفاقهم لكل ذي عينين، وما خروج الأمة عليهم في دنيا الثورات إلا لأنهم كذلك. وعلى ذلك لا بد من تغيير لغة الخطاب معهم، لتصبح على قاعدة: "أسلم تسلم"، بل ولا بدّ من العمل لخلعهم ونسفهم في اليمّ نسفا، واستبدال خليفة بهم يحكمنا بكتاب الله وسنة نبيّه صلى الله عليه وسلم.
اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
كتبه للإذاعة: أبو مريم