- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
حاجة الأمة لكلمة الحق
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ». رواه مسلم برقم 2626.
أيّها المستمعون الكرام:
إن أعمال الإنسان في هذه الحياة مرتبطة بالأجر والثواب يوم القيامة، قال تعالى: (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ)، فالعمل القليل عند الله كثير، فلا يجوز للمسلم أن يستقلّ عملَه مهما كان بسيطا، فالعدم أقل، فربما ارتبط أجر هذا العمل بظروف فاعله الصعبة؛ فكان الأجر كبيرا، وربما ارتبط هذا العمل بشدة حاجة الناس له؛ فكان الأجر كبيرا أيضا، فالعمل يتضاعف ويعظم أجره عند الله عزّ وجلّ لهذه الظروف التي تصاحبه، هكذا يكرم الله عباده.
أيها المسلمون:
إن واقع الأمة اليوم غني عن الكلام، فظروفها تسير بها من صعب إلى أصعب، ومن هوان إلى هوان، ومن ظلمة إلى ظلمات، وأمام هذه الحقيقة نقف ونقول: إن كل عمل يقدمه المسلم في هذه الظروف العصيبة مهما كان قليلا فهو عند الله عظيم، فالأمة بحاجة إلى كل كلمة، وإلى كل إرشاد، وإلى كل نَفَس فيه رائحة الإسلام، فيا من تملكون الخطب والكلام، يا من تفقهون الحق وتدركون الواقع: الأمة فقيرة فقيرة تحتاج فكركم، تحتاج كلامكم، تحتاج وعيكم، تحتاج أنفاسكم الطيبة، فلا تخذلوها، وكونوا رأس الحربة في طريق خلاصها، بالعمل لإعادة مجدها وخلافتها من جديد.
اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
كتبه للإذاعة: أبو مريم