- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
باب ما جاء في التبكير بالتجارة
حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا هشيم حدثنا يعلى بن عطاء عن عمارة بن حديد عن صخر الغامدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم بارك لأمتي في بكورها"، قال: وكان إذا بعث سرية أو جيشا بعثهم أول النهار وكان صخر رجلا تاجرا وكان إذا بعث تجارة بعثهم أول النهار فأثرى وكثر ماله. قال: وفي الباب عن علي وابن مسعود وبريدة وأنس وابن عمر وابن عباس وجابر قال أبو عيسى: حديث صخر الغامدي حديث حسن ولا نعرف لصخر الغامدي عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث وقد روى سفيان الثوري عن شعبة عن يعلى بن عطاء هذا الحديث
الشروح
ورد في تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي » كتاب البيوع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم » باب ما جاء في التبكير بالتجارة
التبكير من البكور قال يقال: بكرت وأبكرت وبكرت وباكرت وابتكرت كله بمعنى. انتهى ".
قال أبو حاتم مجهول. قوله: ( اللهم بارك لأمتي في بكورها ) أي: أول نهارها، والإضافة لأدنى مناسبة، كذا في المرقاة (قال ، وكان )
أي: رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا بعث سرية، أو جيشا ) قال في النهاية: السرية: طائفة من الجيش يبلغ أقصاها أربعمائة تبعث إلى العدو، جمعها السرايا. انتهى. ( فأثرى ) أي: صار ذا ثروة بسبب مراعاة السنة.
وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن ماجه بلفظ: اللهم بارك لأمتي في بكورها، وفي الباب عن أبي هريرة بلفظ اللهم "بارك لأمتي في بكورها يوم الخميس" أخرجه ابن ماجه
وروي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "باكروا للغدو في طلب الرزق فإن الغدو بركة ونجاح" رواه البزار والطبراني في الأوسط، وروي عن عثمان رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نوم الصبحة يمنع الرزق" رواه أحمد، والبيهقي، وغيرهما، وأوردهما ابن عدي في الكامل، وهو ظاهر النكارة، وروي عن فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها قالت: مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأنا مضطجعة متصبحة. فحركني برجله، ثم قال: "يا بنية قومي اشهدي رزق ربك، ولا تكوني من الغافلين، فإن الله يقسم أرزاق الناس ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس" رواه البيهقي ورواه أيضا عن علي قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على فاطمة بعد أن صلى الصبح، وهي نائمة فذكره بمعناه، وروى ابن ماجه من حديث علي قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النوم قبل طلوع الشمس. انتهى ما في الترغيب.
- · إن الله عندما خلق البشر قسم أرزاقهم وجعل لكل رزقه الذي عليه أن يسعى ليحصل عليه إن لم يأته بطرقه الشرعية الأخرى .. ولذلك ومن أجل أن يحصل المسلم على ما قسم الله له عليه أن لا يتهاون في الأمر ويعلم أن الله أمرنا بالأخذ بالأسباب، فكما أن عليه أن يأخذ بالأسباب ويعمل ليتحصل على الرزق أيضا عليه أن يتقصد المواعيد التي حببها الله لكسب الرزق، فكما ورد في الحديث الشريف أن أكثر الرزق وأكثره بركة ما كان في فترة الصباح الباكر.
وعلى هذا سارت الدولة منذ أن طبقت الإسلام، حيث كان وقت طلوع الشمس هو وقت الحياة والعمل والسعي في المناكب لا وقت نوم وكسل، لكننا منذ أن ابتلينا بهدم دولة الإسلام قُلبت كل الموازين ومن ضمن ما قُلب مواقيت النوم والاستيقاظ والعمل، حيث أن حياة الناس تبدأ بعد العشاء باللغو والسمر والسهر على توافه الأمور بخلاف ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي برزة (رضي الله عنه): أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)كان يكره النوم قبل العشاء، والحديث بعدها(أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما). وقال العلماء أن السمر بعد العشاء مكروه إن لم يكن لأمر مطلوب.
إذاً أحبتنا الكرام لنحصل على ما قسم الله لنا ولنجني ما كُتب لنا علينا التبكير في السعي ولا نركن أنفسنا لأهوائها، فلا يأخذكم سمر الليل عن الراحة وأخذ قسط كافٍ من النوم لتبكروا في صبيحة اليوم التالي لتشهدوا توزيع الأرزاق بين العباد.