- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
لا يجتمع ضدان
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَجْتَمِعُ الْإِيمَانُ وَالْكُفْرُ فِي قَلْبِ امْرِئٍ، وَلَا يَجْتَمِعُ الصِّدْقُ وَالْكَذِبُ جَمِيعاً، وَلَا تَجْتَمِعُ الْخِيَانَةُ وَالْأَمَانَةُ جَمِيعاً» مسند أحمد.
إن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام محمد بن عبد الله أما بعد:
في هذا الحديث لفتة في غاية الدقة في وصف حال الإنسان، وكيف لا يجتمع في قلبه ضدين. فعندما وصف الحديث أن الإيمان والكفر لا يجتمعان في قلب واحد، يعني لا يجتمع الاعتقاد الجازم بأن الله هو الواحد الأحد لا شريك له ولم يكن له والد ولا ولد، وبين الاعتقاد الممزوج بالأغشية الفاسدة من التصورات والخيالات البشرية، فلا يتجسد معنى الإيمان المبني على العقل، والخرافات التي لا حقيقة لها في شخص واحد.
كذلك لا يجتمع الكذب والصدق معاً، فالمرء إما أن يكون صادقاً أو كاذباً، وليس الاثنين معاً، فإن كذب الصادق أصبح كاذباً، وليس صادقاً وكاذباً معاً. وكذلك لا تجتمع الأمانة والخيانة في شخص، فالأمانة سجية تصاحب عمل المسلم المخلص يبتغي من خلالها مرضاة الله تعالى، وقد يلتزم فيها المرء من أجل ظنه بتحقق مصلحة لا تحققها الخيانة. وهنا يجب أن نعي أن الأصل في الالتزام بأوامر الله هو ابتغاء مرضاته، وليس من أجل جلب مصلحة أو درء مفسدة، وهنا يكون التزامه ثابتاً مستقراً، وليس صفة طارئة تتغير بتغير المصلحة وانتقالها من مكان إلى آخر.
علينا نحن المسلمين أن نعي أن الإيمان بالله والتمسك بدينه يوجد شخصيات تنزِع إلى الكمال، يؤمن جانبها لثبات سلوكها وعدم تناقضها، وهذا المسلم يكون صادقاً وأميناً، أما الكافر فلا يؤمن جانبه، ويكون الكذب عنده مستباحاً إن وجدت المصلحة، والغدر صفة له عند لزوم الأمر، والبعد عن الصواب هو ديدنه. فالله نسأل أن يجنبنا الوثوق بهم، ويغنينا حاجتهم.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح
وسائط
1 تعليق
-
بارك الله جهودكم ونفع بعلمكم