الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مع الحديث الشريف - الأخوة الإسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مع الحديث الشريف

الأخوة الإسلامية

 

 

 

     نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ يَعْنِي ابْنَ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَنَاجَشُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَاناً الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ». رواه مسلم

 

إن هذا الحديث وغيره الكثير من الأحاديث تشير إلى العديد من الأمور التي تضبط العلاقات العامة بين المسلمين: عدم الحسد، وهو تمني زوال النعمة عن أخيك المسلم. وعدم كسب الأسباب المفضية إلى الحقد والبغض بين الإخوة، فعلاقتهم يجب أن تكون مبنية على المحبة، والمؤازرة في السراء والضراء، وأن يحب المرء لأخيه المسلم ما يحب لنفسه. وأيضاً هذا الحديث يضبط بعض المعاملات التجارية بين المسلمين، مثل نهيهم عن أن يبيعوا على بيع بعضهم.

 

ومن الأمور المهمة العظيمة التي أشار إليها الحديث الشريف هي التأكيد على الأخوة في دين الإسلام، وهذه العلاقة هي أرقى أنواع العلاقات الإنسانية، التي أساسها الاشتراك في الأفكار والعقيدة والأساس.

 

ومن متطلبات الأخوة، أن لا يظلم المرء أخاه المسلم، وأن لا يقوم بفعل أو قول ينتهك فيه حق أخيه، أو يتعدى عليه، وكذلك أن لا يخذله في موقع يحب فيه أخوه نصرته، فينصره على الحق، ويمنعه من ارتكاب الحرام، وأخيراً عدم التفريق والتمايز بين بعضهم بعضاً، وتحقير الآخر. وعدم الالتزام بهذه الحقوق بين الإخوة هو مخالفة لما يضبط هذا الرابط العقائدي وهذه الأخوة. وقد ربط الحديث الشريف هذه العلاقة بما يشكلها ويحددها وهو التقوى، أي الخوف من الله تعالى، والحرص على مرضاته سبحانه، واجتناب الحسد الذي يكسر هذه العلاقة. 

 

وفي نهاية الحديث أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى حرمة الاقتراب أو التعدي على أهم ما عند الناس، الدم والمال والعرض، إلا بما سمح الشرع به. فقتل المسلم عليك حرام دون وجه شرعي، والمال الذي قسمه الله لأخيك المسلم وملكه إياه، حرم الإسلام عليك أخذه منه غصباً، دون وجه شرعي، أما العِرض فهو خط أحمر، جعل الله على الدفاع عنه أو الموت في سبيل الحفاظ عليه أجراً عظيماً، فكيف يُسمح للأخ بالتعدي على عرض أخيه، إنها لكبيرة نهى الشرع عنها.

 

وعلى ذلك يجب علينا نحن المسلمين، ونحن نسعى لنيل رضا الله سبحانه وتعالى، أن نحرص كل الحرص على الحفاظ على الأمور التي أشار إليها الحديث، وضبطها بموازين الشرع.

 

وعليه يجب أن نسعى لأن ندرك المعنى والمغزى من التنظيم الشرعي الدقيق لعلاقات البشر، وعلى رأسها الأخوة الإسلامية، حتى يصبح المجتمع كاملاً متكاملاً صحيح البنية، فالمجتمع لا يكون منسجما إلا عند انضباطه بالأحكام الشرعية، التي هي المنظم الوحيد القادر على الارتقاء بالناس، للحصول على السعادة الدنيوية، ونيل رضا الله، والفوز بالجنة.

 

   أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو يوسف

آخر تعديل علىالإثنين, 18 آذار/مارس 2019

وسائط

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الثلاثاء، 19 آذار/مارس 2019م 02:13 تعليق

    الحمد لله على نعمة الإسلام

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع