- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف - باب أمور الإيمان
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في " باب أمور الإيمان".
حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي قال: حدثنا أبو عامر العقدي قال: حدثنا سليمان بن بلال عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الإيمان بضع وستون شعبة والحياء شعبة من الإيمان".
أيها المستمعون الكرام:
إن الحياء خصلة من الإيمان، فمن أراد أن يختبر إيمانه فلينظر إلى حيائه أمام نفسه وأمام ربه وأمام الناس، فإن وجد في نفسه حياء فليحمد الله لأن إيمانه بخير، وإلا فليعد حساباته مع الله ربه وخالقه. وقد مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم برجل وهو يعظ أخاه في الحياء أي يلومه عليه فقال: «دعه، فإن الحياء من الإيمان ».
أيها المسلمون:
إن الناظر للبلاد الإسلامية هذه الأيام لا يرى - وللأسف- هذا الخلق النبيل إلا في قلة من المسلمين ممن رحم الله، فأين الحياء عندما نرى النساء يخرجن في كامل زينتهن أمام الرجال؟ أين الحياء وهنَّ يتمايلن في الطرقات ويلبسن البنطال وما يشف ويفضح؟ وأين الحياء عند شباب الأمة وهم يلبسون ما أعد لهم الغرب من ملابس فاضحة للعورة كبنطال الخصر الساحل؟ وأين الحياء من الله في كلامهم وفي أفعالهم؟ وأين الحياء عند بعض التجار وقد جعلوا الغش والربا أساس البيع والتجارة؟ وأين الحياء فيمن يمارس الخيانة والعمالة ويسميها سياسة؟ وأين الحياء عند بعض الجماعات التي انتسبت للإسلام وتبنت الديمقراطية؟ لا حياء.
نعم أيها المسلمون لا شك أن غياب هذا الخلق النبيل ما كان ليكون لولا وجود النظام الرأسمالي العفن تبناه الحكام وأبدعوا في تطبيقه على المسلمين، فخلع كثير منهم برقع الحياء، بعد أن خلع الحكام قبلهم كل ستائره عن أجسادهم، فبانت عوراتهم مكشوفة. وعليه فلن يعود للناس حياؤهم كما أراده الله إلا بنظام الإسلام، عندها يعود للأمة حياؤها وخلقها الرفيع.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم