- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف - باب الدين يسر وقول النبي صلى الله عليه وسلم أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في "باب الدين يسر وقول النبي صلى الله عليه وسلم أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة".
حدثنا عبد السلام بن مطهر قال: حدثنا عمر بن علي عن معن بن محمد الغفاري عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة".
أيها المستمعون الكرام:
لن يدرك حقيقة الدين إلا من فتح قلبه وعقله لقبوله، وإلا من فقه كيفية الوصول إليه، فمن وقف بعيدا عنه ليطلب الفقه فيه، لن يصل إليه، ومن وقف على أبوابه أيضا وأراد التفقه فيه لن يصل إلا إذا تعامل معه كما يجب، فهذه أحكام الله لها طريقة للوصول إليها، وهذه الطريقة تقوم على قاعدة التعرف على الأحكام قبل الالتزام بها، الفقه بها قبل العمل بها، فهي كالماء بالنسبة للشجرة العطشى، لا تقبل الماء دفعة واحدة، فلا بد من التفقه أولا والالتزام ثانيا.
أيها المسلمون:
إن الشباب المسلم اليوم يحب هذا الدين ويحب الالتزام به، ولكنه عندما يقبل ليتعرف عليه ويلتزم به، يرى أحكاما كثيرة، فيبدأ ينهل منه، فيأخذ من هنا وهناك، ويأخذ باليمين والشمال، دون تفقه صحيح، ليرى نفسه بعد فترة عاجزا عن متابعة أحكامه، فيرى أن حمله ثقيل، وهذا ما حذر منه رسولنا الكريم-صلى الله عليه وسلم- في قوله "ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه"، فحذارِ حذار أيها المسلمون من التعامل بهذه الطريقة مع أحكام الله.
ولا بد من القول في هذا المقام أن وجود المجتمع الإسلامي والدولة الإسلامية التي تطبق الإسلام على رعاياها، يساعدان في جعل الأمة تتشرب الإسلام بسلاسة، وكلما كانت الأجواء إسلامية ساد الإسلام في نفوس وعقول الناس، لذلك كانت الدولة حكما شرعيا واجب العمل لإيجاده في واقع الحياة، فبوجودها تقوم الأحكام وتسود الأجواء الإسلامية، وبغيابها يصعب التفقه بالدين، وتضيع الأمة وتسود أحكام العلمانية.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم