- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
باب ما جاء في هوان الدنيا على الله عز وجل-2
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في تحفة الأحوذي، في شرح جامع الترمذي "بتصرف" في"باب ما جاء في هوان الدنيا على الله عز وجل".
حدثنا سويد بن نصر أخبرنا عبد الله بن المبارك، عن مجالد عن قيس بن أبي حازم عن المستورد بن شداد قال: كنت مع الركب الذين وقفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على السخلة الميتة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أترون هذه هانت على أهلها حين ألقوها؟ قالوا: من هوانها ألقوها يا رسول الله، قال: فالدنيا أهون على الله من هذه على أهلها".
هذه قيمة الدنيا في الآخرة، سخلة ميتة، جيفة يبتعد الناس عنها، يضعون أصابعهم على أنوفهم من سوء رائحتها، تلكم الحقيقة التي تعرفون، ولكن رغم هذه المعرفة ورغم الصورة البشعة للدنيا، نرى - وللأسف- الناس يركضون وراءها، يتصارعون عليها وكأنها الصورة المثلى للحياة، فترى الأخ يتخاصم مع أخيه من أجل أن يظفر ببعض من هذه الجيفة، وترى الابن يعادي أباه لينال شيئا من هذه الجيفة، وترى الحاكم يقتل شعبا بأسره ليقتطع أكبر قطعة من هذه الجيفة.
أيها المسلمون:
هذه هي الحقيقة المغلفة بورق "السلفان"، الدنيا جيفة، وعلى هذا الأساس يجب التعامل معها، فلا الورود الحمراء فيها تخدعنّكم، ولا طول الأمد يغرنّكم، ولا بريق الشعاع يبهرنّكم، ولا تمثيل الحكام على شعوبهم يغيّر من هذه الحقيقة، ولو جاؤوا بمعسول الكلام، ولو زيّنوا خطاباتهم بالآمال، ولو سالت دموعهم أمام الشاشات، لا تخدعنّكم حقيقة الدنيا وحقيقة من فيها من الناس والحكام.
أيها المسلمون:
هذه الحقيقة للدنيا بينها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم رغم أنها كانت دنيا تُحكم بالإسلام، حيث الحياة الإسلامية والأجواء الإسلامية، رغم الأخوة والرحمة والمودة والعدل، فما بالكم اليوم وقد انقلبت الموازين، وتغيرت القيم والأحكام، وبات الناس إما ظالما أو مظلوما، قاهرا أو مقهورا؟ تغيرت الأجواء حتى ساد الظلم وعتا وتجبّر، فكيف أصبح حال الدنيا وحال الجيفة؟ إنها حياة لا تطاق. حياة لا طعم لها إلا لمن أدرك هذه الحقيقة، وتعامل على أساسها، لينال الآخرة دار المقام.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على مناهج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم
وسائط
1 تعليق
-
ثبتكم الله وبارك جهودكم ونفع بكم