- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الحديث الشريف - كن مع الله ولا تبالي
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حدثني سويد بن سعيد، حدثنا حفص بن ميسرة، حدثني زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ حَيْثُ يَذْكُرُنِي وَاللَّهِ لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ يَجِدُ ضَالَّتَهُ بِالْفَلَاةِ وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِذَا أَقْبَلَ إِلَيَّ يَمْشِي أَقْبَلْتُ إِلَيْهِ أُهَرْوِلُ» رواه مسلم.
أيها المستمعون الكرام
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، أما بعد،
إن هذا الحديث الشريف يبشر ببشارات جميلة، ترفع المعنويات، وتبعدنا عن القنوط من رحمة الله تعالى وفضله علينا. فالله سبحانه وتعالى هنا يخبرنا بأنه دائمًا عند ظن عباده الصالحين، فلا يتركهم، ولا يسلمهم لأحد ينكل بهم، ولو ظنوا ذلك، فذلك لخير لا يدركونه، مغنم وجائزة سينالونها في النهاية.
يرشدنا هذا الحديث أن الله تعالى غفور رحيم، يقبل التوبة، ولا يرد أحدًا يقف بين يديه مقبلًا راجيًا رحمته وغفرانه وفضله عز وجل. وكيف أن الإنسان يفرح بعد جهد ومشقة وتعب في البحث على ضالته، فإن الله تعالى يكون أشد فرحًا عندما يأتي المسلم إليه تائبًا.
والذي يزيدنا فرحًا، ويرفع معنوياتنا، ويجعلنا متفائلين، هو أن المسلم إذا تقرب إلى الله شبرا، تقرب الله إليه ذراعا، يسارع سبحانه وتعالى بفرجه وعونه لعبده، حيث أنه عز وجل وصف إقبال المسلم عليه بالمشي، ولكن فرجه وعونه يأتي هرولة، فلا إله إلا الله التواب الرحيم بعباده، يريد بنا اليسر ولا يريد بنا العسر.
إن المسلم مهما كبرت معصيته، وكثرت زلاته، فإن باب التوبة مفتوح، والعنوان متوافر عند المخلص المقبل على الله تعالى. إن الله غفور رحيم، ما علينا سوى اقتناص دواعي رحمته ومغفرته، والرجوع إلى الصراط المستقيم، إلى الحق الظاهر المبين، ليرضا عنا الله ويقبل توبتنا ويعيننا.
فالله نسأل أن نكون من الذين يقبلون على الله تعالى طائعين تائبين، لا نرجو سوى عونه وفرجه، وأن يجمعنا مع الأنبياء والصالحين والصديقين والشهداء يوم القيامة في جنته.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح